روايات متناقضة تناولت العبودية !

ذهب مع الريح 

هذه الرواية تنقل القارئ إلى عالم أخر مثالي للغاية يعشق تفاصيله رغماً عنه، وبعد ذلك يُصدم بمرارة الحرب الأهلية ، ليتعاطف مع الجنوبيين الذين تم هدم مجتمعهم بالكامل ليعيشوا فى فى عالم يملك قواعد لا يعرفوها.

ولا يملك القارئ سوى الإعجاب على الأقل بالبطلة سكارليت أوهارا الفتاة الجنوبية ذات الأصول الإيرلنديه والشخصية القوية والتى تقرر أن تعيش الحياة كما تريد رغم كل المصاعب التى تقابلها.

نتعرف فى هذه الرواية على رؤية الكاتبة مرجريت متشيل عن الحرب الأهلية ولكن من وجهة نظر أخري عن المعتادين عنها ، فعلى لسان إسكارليت أستنكرت رغبة لنكولن فى تحرير العبيد خصوصاً مع معاملة أهلها الجيدة للعبيد الذى يمتلكوهم والعلاقة القوية التى كانت تجمعها بمربيتها السوداء مامى ودللت على ذلك بأكثر من موقف.

ولكن لم تذكر ماذا كان يحدث فى العديد من المزارع الجنوبية الأخري التى كانت تعامل العبيد معاملة اسوأ من معاملتهم للحيوانات وتحرمهم من الطعام إذا أخطئوا وتستحل نسائهم دون أى مسائله قانونية.

ومن الممكن تقسيم الرواية إلى جزئين جزء ماقبل الحرب من حياة رغدة وحفلات ونظم إجتماعية متفق عليها وجزء خاص بالحياة بعد الحرب والمستقبل المظلم الذى عاشه أهل الجنوب كل هذا كخلفية لقصة حياة سكارليت ومحاولاتها لإنقاذ المزرعة التى ورثتها عن والدها تارا والتى كانت رمز للجنوب بالنسبة للكاتبه نفسها.

وعلى الرغم أن الكثير من الأفكار التى قد تصدم القارئ إلا أن الرواية فى حد ذاتها عمل فني رائع يستحق القراءة المرة تلو الأخري  وحتى لو رأيت أن الكاتبة متحيزة فهو شئ لا يعيبها مع كل هذا الجمال الذى صنعته فى روايتها الوحيدة.

وقد تم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي شهير من بطولة فيفان لي و كلارك جيبل فاز بثمان جوائز أوسكار منها أفضل ممثلة و أفضل ممثلة فى دور مساعد لهاتي ماك دانيال التى أدت دور المربية مامى وكان هذا الفوز صفعة على وجه المؤمنين بأحقية الإستعباد لإنها كانت أول ممثلة أو ممثل ببشرة سمراء يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار.


الجذور

على العكس الروايه السابقة التى كتبتها كاتبة بيضاء لتمجيد مجتمعها، هذه يكتبها كاتب من أصول إفريقية يقدم فيها بكل صراحة تاريخ عائلته فى ست أجيال متتابعه والتى أخذ إثناعشر عاماً فى البحث و التجميع حتى يستطيع تقديم هذا العمل الأدبي المميز للغاية و الذى أرشحه للقراءة لكل محب للأدب أو للتاريخ الإنساني.

وهذه الرواية ايضاً قرأتها للمرة الأولي منذ سنوات طوال لكن تركت علامة بداخلي وفتحت عيوني على ممارسات غير إنسانية لم أتخيل أن بشر يمكن أن يعامل بها بشر أخر ولا حتى حيواناً أو جماداً و على الرغم من طول الرواية الذى يتعدي السبمعمائه صفحة إلا إنها من فرط الروعة لا تملك إلا أن تنهيها فى أيام قليلة.

تبدأ الأحداث فى غامبيا وطن كونتا الأصلي وطفولته وعلاقته بأبيه الذى يلقنه العزة والكرامة منذ صغره ورغم حياته البسيطة إلا إنه كان سعيداً حتى يتم إختطافه ونقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى سفينة بطريقة غاية فى الوحشية.

فلمدة 90 يوم مقيداً فى الظلام لا يستطيع التحرك حتى يقضي حاجته مع الكثيرين مثله ، والبعض لم يستطيع أن يحتمل الحياة بهذه الوسيلة فلفظ أنفاسه فى مكانه ولكنه نجا وتمنى لو لم يفعل.

بدأت حياته فى الولايات المتحدة بمحاولات هرب متعددة حتى قام ملاكه بإحداث عاهه فى قدمه حتى لا يستطيع الجري مرة أخري وأستسلم لمصيره فى النهاية فتزوج وأنجب وبدأ هذه العائلة التى أمتدت حتى الجيل السابع الذى منه كاتب هذه الرواية نفسه.

عاش كونتا حياة تعيسة حاول خلالها أن يحتفظ بذكرياته ولا يفقد هويته وعندما كان على فراش الموت كانت أمنيته أن يتم تناقل قصته بين أحفاده وهذا ماكان، كل أم عندما يكبر طفلها ويبدأ يعي الكلام تحكي له عن جده الأعظم كونتا الذى أتى من أفريقيا فى قاع سفينة حتى أتى الدور على أليكس هايلى الذى جمع تاريخ جده وباقي أسلافه فى هذا الكتاب.

الرواية قد تم تحويلها إلى العديد الأشكال الفنية من أفلام و مسلسلات أشهرها مسلسل قصير تم إنتاجه عام 1977 وقد أحدث صدي واسعاً فى العالم العربي عند عرضه و الرواية ترجمتها مكتبة مدبولي وقدمتها فى كتاب ضخم .