مع كل إطلالة للإجازات، يروق للكثير من القراء اختيار عدد من الكتب المنتقاة التي يفضلون قراءتها أو ترشيحها للآخرين في هذه الفترة، وغالبًا ما تتسم هذه الكتب بالبساطة والخفة والبعد عن التعقيد والقصص الدرامية المقبضة.

في هذه القائمة نسعى لتقديم عدد من هذه الكتب.

 

1. إذاعة الأغاني — عمر طاهر

تتميز كتابات عمر طاهر بشكلٍ عام بقدرٍ من البساطة والإمتاع في الوقت نفسه، فهو صاحب توليفة خاصة تجعل القراء يقبلون على ما يكتبه بوصفه السهل الممتنع. ولعل ما قدمه في كتابه «إذاعة الأغاني» يجعل هذا الكتاب دومًا في قائمة الكتب التي توصف لكل من يرغب في قراءة ممتعة وخفيفة.

وذلك رغم ما يزخر به الكتاب من معلومات قيمة وما يعكسه فيه عمر طاهر وما يحكيه من دروس الحياة، ممتزجًا بقدر من النوستالجيا المحببة للنفس في الحديث عن أغنياتٍ شكّلت وعي الجيل في فترة من الفترات، وما يعكسه الكتاب بالتالي من دور الغناء في حياتنا بشكلٍ عام.

 

2. في أحضان الكتب — بلال فضل

 هذا واحد من الكتب الممتعة الشيقة الذي يتناول فيه بلال فضل بأسلوبه الشيق عددًا من الكتب التي أحبها وتأثّر بها، فهو كتابٌ يطلعك في وجبةٍ واحدة على عدد من الكتب الجميلة والهامة، ويزيد شغفك ولا شك للاطلاع على هذه الكتب واستكشافها بعد ذلك من جديد.

«في أحضان الكتب» هو حلقة وصلٍ بين قائمة كتب كنت تود أن تقرأها وقائمة جديدة ستكتبها فور انتهائك منه. بالإضافة إلى ترشيحات الكتب المهمة في هذا الكتاب، فلن يفوتك ما يتركه بلال فضل في كل مقال من نقدٍ ساخر لعدد من سلوكيات الشعب المصري وعلاقته بحاكمه وطرق تعامله معه في مواقف عديدة، فمع كل كتابٍ يرشحه ستجد أثرًا وتعليقاتٍ مهمة قد لا تكتشفها لو اكتفيت بقراءة هذه الكتب. 

 

3. الملك والكتابة — محمد توفيق

هذا الكتاب درسٌ في الكتابة التاريخية الشيقة، وهو في الوقت نفسه إطلالة هامة على جانبٍ منسي من جوانب التاريخ المصري، وهو الجانب الثقافي.

في هذا الكتاب، يسرد لنا الصحفي محمد توفيق من خلال حكايات بسيطة ودالة جدًا طرفًا من علاقة الصحافة بالسلطة في مصر على مدار سنوات منذ يوليو 1952 وحتى أواخر التسعينيات.

يتميز العرض الذي يقدمه محمد توفيق بقدرته على الجمع بسلاسة بين المعلومة التاريخية الموثقة وبين الحكايات والمواقف الصحفية والتاريخية الواقعية، ففي الكتاب مادة هامة لكل من يحب أن يتعرف على وجه آخر لمصر في هذه الفترة، وكيف تتعامل السلطة السياسية في مصر مع الصحافة، وكيف تسعى طوال الوقت للسيطرة عليها، كل ذلك يتم عرضه بأسلوب شيق وبسيط.

 

4. ماتريوشكا — سلمى أنور

من الحكايات السياسية إلى الحكايات شديدة الجمال والخصوصية، تنتقل بنا هنا الروائية والصحفية سلمى أنور إلى رصد عدد من حكايات النساء التي أثّرت في تكوينها وأضافت لشخصيتها سواء كنّ في العائلة أو خلال سنوات التعليم، وتنتقل بعد ذلك لرصد حكايات عدد من النساء اللاتي سعين لتغيير العالم، ملقية الضوء على زوجة ملك إيران فرح ديبا، والأميرة ديانا وأثرها في الشعب الإنجليزي، وغيرهن من السيدات المؤثرات على مستويات مختلفة.

 

5. لو عرف الشباب — توفيق الحكيم

تعد مسرحيات توفيق الحكيم بصفةٍ عامة من أكثر الكتب التي تجمع بين التشويق والفائدة، حيث يهتم الحكيم دومًا بأن يضمّن مسرحياته عددًا من الأفكار الهامة التي يناقشها من خلال مسرحياته بأسلوبه البسيط والذكي في الوقت نفسه.

في مسرحية «حتى يعلم الشباب»، نحن إزاء حكايةٍ تتناول العلاقة الملتبسة طوال الوقت بين الماضي والمستقبل، إذ تدور المسرحية بين الرجل العجوز الذي يسعى لاستعادة شبابه وصحته، وفي الوقت الذي ينجح فيه في الحصول على عقارٍ يعيد له شبابه يكتشف أن الدنيا كلها من حوله قد تغيّرت، وأن شخصيته لا تلائم ذلك الواقع المتغير الذي أصبح يعيش فيه.

 

6. أوتار الماء —  محمد المخزنجي

تمثل قصص محمد المخزنجي حالة خاصة، إذ يستطيع في كل قصة من قصصه أن يلتقط طرفًا أو خيطًا من خيوط الحياة وينسج حوله عالم شديد الفرادة والخصوصية، وهو ما يفعله هنا في «أوتار الماء»، تلك المجموعة القصصية الفاتنة التي تدور بين الواقع والخيال، وينسج فيها نسيجًا خاصًا يجمع بين الشاعرية والفانتازيا في الوقت نفسه.

ولعل أكثر ما تتميّز به المجموعة هو قدرة المخزنجي في كل قصة على نسج عالمٍ خاص، يأخذ القارئ إليه بسلاسة وسهولة، ولكنه يجعله يفكّر فيه وفي تفاصيله طويلاً.

 

7. فوضى الأحاسيس — ستيفان زفايج

تمثّل روايات الروائي النمساوي «ستيفان زفايج» نموذجًا آخر من الكتب والروايات التي تكون عادةً في قوائم الترشيحات للقراءة السريعة، ربما يعود السبب الأساسي لكون رواياته تنتمي في غالبها إلى «النوفيلات» القصيرة، بالإضافة إلى أنه يركّز على عددٍ من الأفكار الرئيسية التي ينسج رواياته حولها، ويعالجها بطريقةٍ سلسلة.

من هذه الروايات رواية «فوضى الأحاسيس» التي يناقش فيها فكرةً العلاقات الإنسانية والمشاعر والأحاسيس، وذلك من خلال حكاية استثنائية جمعت الطالب بأستاذه، وشعر نحوه بمشاعر لم يجربها ولم يعرفها من قبل.