هوس الكتب أو الـ Bibliomania

هوس الكتب من الاقتناء إلى اكتناز!

الكثير من هواة القراءة يسعون لاقتناء الكتب، لكن قد يتحول هذا الأمر من اقتناء إلى اكتناز، هنا يدق ناقوس الخطر، ونبدأ في مراجعة حساباتنا ومراقبة تصرفاتنا، فمن المحتمل أن يكون هذا ليس مجرد جمع للكتب المفضلة، بل إنه مرض يسمى “Bibliomania – هوس الكتب”!


هوس الكتب أو الـ Bibliomania

هناك حالة نفسية تُسمى هوس الكتب أو جنون الكتب “Bibliomania”. وهو مصطلح يشير إلى الأشخاص الذين يتأثرون باضطرابات تدفعهم لجمع الكتب، حتى وإن لم يهتموا بقراءتها. قد يتطور ذلك الاضطراب إلى مرض عقلي. عادةً ما يشعر المصابون بجنون الكتب، أنهم مجبرون على جمع الكتب، بالرغم من عدم هوسهم بالقراءة نفسها. لا يستطيعون تجاهل الكتب، ويحاولون إخفاء هذا الهوس عن الآخرين قدر الإمكان. 

يرجع الأمر بنسبة كبيرة إلى طفولة المريض، فعادةً ما يتم الربط بين الكتب والطفل الصغير الذي يخاف من فقدانها، فيتولد بداخله شعور يدفعه بمرور الوقت لاقتناء الكتب، فكما ذكرنا أنّ مريض هوس الكتب يشعر وكأنه مجبر على اقتنائها.  


الكثير منا يجمع الكتب  لكن هذا لا يعني بالضرورة أنّ هذا هوس، لذلك ينبغي التفريق بين الهوس والاقتناء عن طريق فهم أعراض المرض. من هذه الأعراض: 

  • تجميع كميات كبيرة من الكتب، لا تمت بصلة بالموضوعات محل اهتمام الشخص، وقد تجد العديد من النسخ من نفس الكتاب.
  • تجد الكتب غير منظمة، وتُخزن في أي مكان، سواء في المكتبة الخاصة بالكتب أو على الأرضية أو في أي مساحة فارغة. في هذه الحالة، قد يتسبب حريق لخطأ بسيط في تهديد حياة المريض.
  • المجموعات الكبيرة من الكتب تتسبب في جعل مكان المعيشة غير صحي.
  • كثيرًا ما يكون المريض غير مهتم بقراءة الكتب!
  • يصبح المريض منعزلًا اجتماعيًا عن الناس.

العلاج 

عادةً لا يعرف المريض أنه مُصاب، لذلك لا يفكر في زيارة الطبيب، ويأتي به أحد أقاربه أو أصدقائه، وكثيرًا ما يذهب الطبيب أو المعالج لمنزل المريض، ليفهم الحالة بشكلٍ دقيق. يعتمد علاج هوس الكتب على العلاج السلوكي المعرفي، حيث يُنَبَه المريض إلى أنّ المشكلة عقلية، ويُعطى مجموعة من الإرشادات التي يجب عليه إتباعها للتعامل مع المشكلة.

القراءة ممتعة، لكن زيادة الشيء عن حده، يعكس النتيجة المطلوبة. لا بأس من اقتناء الكتب، لكن كن حذرًا يا صديقي. إنَّ عشق الكتب والقراءة من أنبل أنواع العشق، لأنه عشق عقلي، لكن تطور الأمر ليصبح هوسًا (Bibliomania) ليس جيدًا على الإطلاق.