حرب التيارات: نيكولا تيسلا vs. توماس أديسون
حرب التيارات – War of current إحدى الصراعات الشهيرة في عمليات إنتاج الكهرباء التي استمرت من أواخر القرن الثامن عشر وحتى بدايات القرن التاسع عشر، كان المتباريان الأساسيان هما تيسلا وأديسون، عندما جاء تسلا للولايات المتحدة عام 1884 كان عاملًا عند أديسون لفترة وجيزة قبل أن يفترق عنه بسبب بداية حرب التيارات. بدأ تيسلا برؤية جديدة نحو التيار المتردد الذي كان يدعوه “بتيار المستقبل”، إلا أن أديسون رفض الاستماع إلى تيسلا حول رؤيته، وكان يُفسر ذلك حينئذ بخوف من إديسون من خسارته العوائد المادية لبراءة اختراعات التيار المستمر التي كان يجنيها من اختراعاته العديدة، إلا أن أديسون كان يحاول أن يثبت وجهة نظره نحو التيار المستمر والمتردد بشكل علمي.
تقول الأسطورة: تحدى توماس أديسون تسلا بأن يقوم بتحسين إحدى الاختراعات لتعمل بكفاءة اقتصادية أعلى، مقابل مبلغ يصل إلى 50,000 دولار لو نجح في ذلك، ليوافق تيسلا ثم يأتي له بعد عام وقد نجح في المهمة، ليقول له أديسون “لقد كنت أمزح!” ثم يعطيه علاوة بسيطة في مرتبه، فيستقيل تيسلا.
لم ترد هذه القصة في مراجع موثوقة عن تاريخ حياة تيسلا، ومن المعروف أن سبب مغادرة تيسلا لشركة أديسون هو خلافه مع أديسون، ليس حول حرب التيارات والتيار الأفضل، بل حول آلية العمل عمومًا، يقول تيسلا عن أديسون:
لو أُمر بالبحث عن إبرةٍ في كومة قش، لن يفكر أين بالضبط ستكون تلك الإبرة، ولكنه سينزل مباشرة في كومة القش ليبدأ البحث كالنحلة، ويتفحص القشة تلو الأخرى حتى يعثر على مبتغاه. للأسف كنت شاهدًا على العديد مثل هذه الأفعال، كان من الممكن لقليل من الصبر والتفكير ليوفر عليه 90% من مجهوده.
وعلى العموم، ستنتهي هذه الحرب في النهاية بفوز تيسلا لاستخدام التيار المتردد، واستعان فيها بمنافس أديسون الأول وهو العالم جورج وستنجهاوس، ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية في عالم جديد من الكهرباء، ودخل الإنترنت كذلك في عالم من الخرافات حول هذه الحرب.
ماذا سرق أديسون من تيسلا؟
في الواقع لو نظرنا إلى ما حدث داخل الحرب، سنجد أن أديسون في معاملته لتيسلا بعيدٌ تمامًا عن رجل الأعمال الذي يسخره لصناعة براءات الاختراع: فقد ترك تيسلا العمل لدى أديسون مبكرًا بالفعل، ولم يعد لديه شيءٌ حتى لكي “يسرقه” وفيما بعد انتقل أديسون إلى وستنجهاوس الذي قام بشراء براءات الاختراع منه، وهزم بها أديسون، لو كان هناك شخص جديرٌ بالاتهام بالسرقة هنا كان بالأحرى ليكون وستنجهاوس، إلا أن أحدًا لم يسرق أحدًا.
التيار المتردد
تقول الأسطورة الأولى إن تيسلا هو الذي أدخل للعالم الثورة الكهربية الجديدة عبر التيار المتردد، وأنه لولاه لما كنا عرفناه، وقد بُنيت على هذه الرؤية مفاهيم أخرى عديدة كالتي ترى أن تيسلا هو السبب الأساسي في اختراع مكيف الهواء، حيث أنه اعتمد بشكل أساسي على التيار المتردد.
كل هذا خطأ على أي حال، التيار المتردد اكتشفه فاراداي مبدئيًا وطبقه عمليًا هيبوليت بيكسي في أوائل القرن التاسع عشر، ومن الطريف أن تيسلا بنفسه كان يدرس في الجامعة استخدامات للتيار المتردد (الذي يُقال أنه هو من اخترعه).
هل كان تيسلا مؤثرًا على مستقبل التيار المتردد؟ نعم، هل كان مخترعًا جوهريًا به؟ لا. كانت حرب التيارات في الولايات المتحدة الأمريكية أشبه بحرب تجارية وحسب تأخرت بسبب تعملق شركات أديسون، ولكن الحرب في أوروبا انتهت من قبل أن تبدأ بفوز التيار المتردد لكونه أكثر فعالية، وهذا ما كان من الطبيعي أن يحدث في الولايات المتحدة عاجلًا أم أجلًا، وقد ساعد تيسلا في تعجيله وفتح سوقٍ اختراعاتٍ جديد للتيار المتردد.
الرادار
تقول هذه الأسطورة إن تيسلا كان هو العقل المدبر لفكرة استخدام الرادار في الحرب العالمية الأولى، ولكن توماس أديسون وقف دون مساعدته في تطويرها وأفشلها لتطوره بريطانيا فيما بعد.
حسنًا، لسنا ندري إذا كان أديسون قد كان مسؤولًا بالفعل عن رفض اقتراحات تيسلا حول الرادار، ولكن إذا كان هذا صائبًا، فقد اتخذ القرار الصائب 100%، لأن رادار تيسلا كان فاشلًا: اعتمد رادار تيسلا على موجات الراديو التي كان من المفترض أنها ستتعثر بالغواصات تحت الماء لتعرف محلها، وعندما ذهب لمجلس الاستشارات بالبحرية الأمريكية ليعرض عليهم الاختراع، أعلموه أنه لا يمكن تطويره لأن موجات الراديو لن تنتشر في الماء كثيرًا لأنه سيخففها، وهكذا توقف تيسلا عن تطوير مشروعه.
قمع أديسون لتيسلا
تقول هذه الأسطورة إن أديسون كان سببًا كبيرًا في قمع تيسلا وعدم شهرته أو تكريمه في عصره، حتى كتب البعض أن أديسون كان السبب في رفض جائزة نوبل لكليهما حتى لا يحصل تيسلا الفقير على المكافئة.
ولكن الحقيقة أن تيسلا كان عالمًا مهمًا للغاية في عصرة، حصل تيسلا على إشادات من علمائه، كبرنارد بهرند وليون فيسيت.
حصل تيسلا على الكثير من الجوائز في عصره لقاء إنجازاته، ومن الطريف أن أشهرها هو وسام أديسون، الذي كان يمنحه بعض العلماء من أصدقاء توماس أديسون، وجمعية تطوير العلوم الصربية ووسام الأمير دانيلو الأول، ووسام العرش اليوغسلافي وغيره، وفي العام الذي توفي به تيسلا، ترأس وجهه غلاف مجلة التايم.