قبل الكلام عن هوية مكتشف الأشعة السينية وسيرة حياته علينا التعريف قليلاً بهذه الأشعة التي غيرت العالم بأسره، فالأشعة السينية أو الأشعة إكس كما تُسمى أحياناً أصبحت جزءاً لا يتجزء من التطور العلمي الذي شهدته الحضارات البشرية، فاستخداماتها في المجال الطبي غير محدودة، وما زالت إلى الآن وسيلة التصوير الشعاعي الأكثر استخداماً في كافة المنشآت الطبية في العالم، كما أنّها تستخدم أحياناً لعلاج الأورام الخبيثة، ولها استخدامات فنية وصناعية مهمة خارج المجال الطبي.
في الحقيقة فالأشعة السينية هي عبارةٌ عن أشعة كهرومغناطيسية، وتتميز بطول موجي معين ما بين الـ 0.01 وال 10 نانومتر، وقد قام العالم الألماني البارز والحائز على جائزة نوبل فيلهلم رونتغن باكتشاف هذه الأشعة خلال عمله على الأشعة الالكترونية والأنابيب الزجاجية، حيث قام مكتشف الأشعة السينية بتسليط شعاع الكتروني على أنبوب زجاجي مفرغ من الهواء ويجري تيار كهربائي في طرفيه وفي نهايته شاشة فسفورية، حيث لاحظ روتنغن توهج الشاشة.
لكن ما فاجىء مكتشف الأشعة السينية هو أنّه حين قام بوضع يده ما بين الأنبوب والشاشة الفسفورية استطاع رونتغن رؤية عظام يده، ومن هنا بدأت ثورة الأشعة السينية وولد علم التشخيص الطبي الشعاعي الذي أنقذ حياة ملايين البشر عبر التاريخ، وبالطبع يعود الفضل بهذا إلى جهود هذا العالم الكبير، وبالطبع فقد نالت جهوده التقدير الكافي حيث نال فيلهلم رونتغن جائزة نوبل للفيزياء عن اكتشافه هذا.
بالطبع استطاع العلماء اليوم اكتشاف وتطوير وسائل تصوير شعاعية أكثر تقدماً وتطوراً ودقةً بكثير، وقد أصبحنا نمتلك وسائل تصوير شعاعي قادرة على كشف أدق الآفات في جسم الإنسان، كما أنّ التعرض للأشعة السينية بكمياتٍ كبيرة ذو مخاطر كبيرة على صحة الإنسان لذا كان من الطبيعي أن يقوم العلماء بتطوير وسائل تصوير أكثر أماناً، لكن رغم كل هذا التطور مازالت الأشعة السينية شائعة الاستخدام بشدة، ومازال الأطباء غير قادرين على الاستغناء عن الوسيلة التي قدمها مكتشف الأشعة السينية لهم.
لذا أردنا في هذا المقال تسليط الضوء على سيرة حياة مكتشف الأشعة السينية فيلهلم رونتغن الذي ساهم اكتشافه بإنقاذ حياة الملايين من الأشخاص عبر التاريخ