نبذة عن مريانا مرّاش
مريانا فَتح الله نصر الله مرّاش. وهي أيضاً مريانا المرّاش أو مريانا مرَّاش الحلبية، وهي كاتبةٌ وشاعرةٌ من سوريا، لمع نجمها خلال فترة النهضة العربية وكانت أول سيدةٍ عربية كتبت ونشرت مقالاتها في الصحف وأول أديبةٍ من سوريا تنشر مجموعةً شعرية، كما أنشأت أول صالونٍ أدبي بمفهومه الحديث.
“إنها سليلة بيت العلم، وشعلة الذكاء والفهم، فصيحة الخطاب، ألمعية الجواب، تسبي ذوي النهى بألطافها، ويكاد يعصر الظرف من أعطافها، تحن إلى الألحان والطرب، حنينها إلى الفضل والأدب، وكانت رخيمة الصوت، عليمة بالأنغام، تضرب على القانون فتنطقه إنطاقها الأقلام”. هكذا عرف الكاتب والشاعر السوري قسطاكي الحمصي عن مريانا مرّاش، السيدة العربيّة الأولى التي خطت بقلمها مقالات بارزة في الصحافة. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن مريانا مرّاش.
ولدت مريانا مراش في حلب عام 1848 في الفترة التي كانت فيها سوريا ما زالت خاضعةً لحكم العثمانيين، وكانت عائلتها تتبع الطائفة الملكانيّة وتعمل بالتجارة، وتهتم بالأدب أيضاً.
في تلك الفترة وحيث كانت النساء محروماتٍ من حقوقهنّ في التعليم قام والد مريانا بتعليمها متحدياً جميع الاعتقادات السائدة آنذاك، فتعلمت مريانا اللغة العربية على يدي أخوها فرنسيس، وتعلمت اللغة الفرنسية في ديرٍ للراهبات كما تعلمت الموسيقا أيضاً.
بعد انتقال مريانا إلى بيروت للدراسة في المدرسة الإنجيلية، تعمقت في دراساتها للثقافات الفرنسية ووالأنجلوساكسونيّة ودرست مبادئ اللغة العربية والحساب وبعض العلوم.
انطلقت مريانا مراش إلى عالم الصحافة في بدايات سبعينيات القرن التاسع عشر حين أخذت تكتب القصائد والمقالات للجرائد وخاصةً جريدة الجنان ولسان الحال في بيروت،
في مقالاتها كانت مريانا مراش تنتقد ظروف المرأة العربية وتشجعها على طلب العلم والتعبير عن أنفسهن.
في عام 1870 نُشرت مقالةٌ بعنوان شامة الجنان ضمن مجلة الجنان وذلك بعد دعوة محرر المجلة سليم البستاني إلى مباراة إنشاءٍ دعا إليها الأديبات السوريات، وكانت تلك المقالة أول مقالةٍ كُتبت بيد امرأة تنشر في الصحف.
كانت مريانا أيضاً تنشر في جريدة لسان الحال، وكانت في المقال التي تكتبها تُشجع النساء على طلب العلم، وتحاول دفعهنّ باتجاه الأدب والكتابة، وأشهر مقالاتها كانت مقالة جنون القلم التي دعت فيها إلى تحسين الإنشاء وترفيه المواضيع والتفنن بها.
في عام 1893 نشرت مريانا مجموعةً شعريةً تُدعى بنت فكر، وكانت هذه المجموعة الشعرية تتضمن تجميعةً من القصائد التي كتبتها في أعوامٍ سابقة، وتضمنت قصائد في الغزل والمدح والرثاء.
بعد أن قامت مراش بتأليف قصيدةٍ شعريةٍ مدحت فيها السلطان عبد الحميد الثاني، حصلت على إضن الحكومة العثمانية لطبع كتابها.
كما كتبت كتاباً عن تاريخ سوريا في آواخر العهد العثمانيّ، بعنوان تاريخ سوريا الحديث، وكان أول كتاب يتحدَّث عن هذا الموضوع.
بعد أن سافرت مريانا إلى أوروبا شعرت بإعجابٍ شديد بنمط الحياة الأوروبية وقامت بافتتاح صالونها الأدبي الذي أصبح وجهة الأدباء والمثقفين ورجال السياسة.
ومن رواده رزق الله حسون وكامل غزي وقسطاكي حمصي وعبد الرحمن الكواكبي وعبد المسيح أنطاكي، إضافة إلى جميل باشا والي حلب النهضوي . كان هؤلاء المثقفون يجتمعون في صالونها ويتبادلون الآراء النقدية ويناقشون آخر نتاجاتهم الفكرية ومطالعة كتب الأدب والتراث ومناقشة الأوضاع السياسية.
كانت مراش في البداية تريد البقاء عزباء دون زواج، ولكنّها عدلت عن رأيها بعد وفاة والدها فتزوجت من حبيب الغضبان وأنجبا ابنتين وابناً.
توفيت مريانا مراش في عام 1919 عن عمرٍ يناهز الـ71 عاماً في حلب بعد أن أرهقها الداء العصبي،
- وفقاً لما كُتب في سيرة مراش الذاتية أنّها كانت متفوقةً في كلّ من الرياضيات، العربية والرياضيات وأنّها أيضاً كانت تتقن العزف على البيانو والقانون والغناء.
- وصف سامي الكيالي أنّ مريانا كانت أشبه بنجمٍ ساطعٍ في السماء.