نبذة عن أنسي الحاج
أنسي الحاج شاعرٌ وصحفي ومترجمٌ لبناني أثرى المحتوى العربي بالقصائد والكتب الخالدة، ترك خلفه محتوى غنيًا سيبقى مرجعًا للأجيال القادمة.
ترجم خلال حياته العديد من المسرحيات المختلفة لكبار الأدباء الأجانب، وعمل كاتبًا ورئيس تحرير للعديد من الصحف العربية واللبنانية ليسير على نهج والده ويفتح الأفق أمام الناس لإغناء معارفهم بإبداعٍ لا حدود له.
وُلد أنسي الحاج في 27 تموز/ يوليو 1937 في الجنوب اللبناني لوالده الصحفي والمترجم لويس الحاج ووالدته ماري عقل التي توفيت وهو لا يزال في السابعة من العمر، الأمر الذي ترك في نفسه أثرًا بالغًا.
بدأ منذ طفولته بنشر قصصه القصيرة ومقالاته وبعض القصائد في منتصف الخمسينيات، بينما كان لايزال في المدرسة الثانوية.
عمل بعد تخرجه كصحفي ومساهمٍ إلى جانب يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلةٍ شعرية.
بعد تخرجه، بدأ أنسي العمل عام 1956 كمسؤولٍ عن الصفحة الثقافية في صحيفة "الحياة"، ثم انتقل إلى صحيفة "النهار" وعمل مسؤولًا عن تحرير المحتوى غير السياسي ووسّع الصفحة الأدبية لتصل إلى صفحةٍ أدبيةٍ كاملة يوميًا.
أسس عام 1964 مجلة "الملحق" الشعرية التي كانت بمثابة مكملٍّ ثقافي لصحيفة النهار توزَّع بشكلٍ أسبوعي، وقد تعاون خلال الفترة ما بين عامي 1964 و 1974 مع شوقي أبي شقرا في ذلك.
إلى جانب منصبه الدائم في صحيفة النهار، تسلّم منصب رئيس تحرير لصحيفتي "الحسناء" عام 1996 و"النهار العربي والدولي" بين عامي 1977 و 1989.
ساهم بالاشتراك مع يوسف الخال وعلي أحمد سعيد إسبر، المعروف بأدونيس، بتأسيس مجلة "شعر". وأطلق عام 1960 كتابه الشعري الأول بعنوان "لن" والذي شكّل أول تجميعٍ للأعمال الشعرية النثرية العربية.
بدأ عام 1963 بترجمة العديد من المسرحيات لشكسبير وأوجين يونسكو وألبير كامو وبوتولت بريخت إلى العربية، وقامت فرق التمثيل في بعلبك بتمثيل هذه المسرحيات في مهرجان بعلبك تحت إشراف نبيل الأشقر وروجيه عساف وبرجي فازلين.
نشر الحاج مجموعةً من القصائد والكتب في الفترة الممتدة بين عامي 1960 و 1994، تمثّلت بستة دواوين شعرية هي: "لن" عام 1960 وديوان "الرأس المقطوع" عام 1963 و"ماضي الأيام الآتية" عام 1965 و"ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة؟" عام 1970 و"الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" عام 1975 و"الوليمة" عام 1994. أمّا عن الكتب فكانت: "كلمات كلمات" بأجزائه الثلاثة عام 1978، "خواتيم" بجزأيه عامي 1991 و 1997. وقد تُرجمت أعماله إلى لغاتٍ عدة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والفنلندية والأرمنية.
أصدرت السوبرانو اللبنانية ماجدة الرومي عام 1994 ألبومًا بعنوان "ابحث عني" تضمن أغنيةً من كلمات الحاج وألحان عبدو منذر.
وفي عام 1992، أصبح الحاج رئيس تحرير صحيفة النهار، وهو المنصب الذي شغله والده لويس الحاج قبله. وشغل هذا المنصب حتى أيلول/ سبتمبر 2003 ليعمل بعدها مستشارًا لمجلس المحررين.
ساعد في تأسيس صحيفة "الخبر" عام 2006، وأصبح كاتب مقالات ومحررًا رئيسيًا فيها، كما شغلت كتاباته التعليق الأسبوعي الذي يُنشر في يوم السبت. ومن المعروف أنّ مقالاته لم تكن تراجع من قبل أي أحد، بل كان يقوم بمراجعتها بنفسه، وذلك بحسب قول رئيس مجلس إدارة جريدة "الأخبار" ابراهيم الأمين.
خلال رحلته المهنية أحبه الجميع، لم يترك مكانًا دون بصمةٍ رائعة، لقد رسم طريقًا مزدهرًا بالإيمان والثقافة خلال السبعة والسعبين عامًا التي عاشها، وتراءت حياة أنسي من خلال حديث الجميع عنه فظهرت شخصيته واضحةً جلية للجميع رغم العزلة التي اعتاد أن يعيشها.
قال عصام عبد الله عنه: "لم يتمرد على التقاليد فقط، بل تمرد على كل شيء. أتخيله طيرًا خرافيًا ينتقل على غابةٍ من الأقلام ليقف على كل قلمٍ لحظةً". أمّا الأديبة منى منسى فقالت: "هذه الكلمات ليست رثاءً لك، بل لقاءً بك. فمنْ وقعت بين يديه قصائدك وخاصةً ديوان (لن) يعرف أنك ذلك الإنسان الثائر الذي لم يخضع ولم ينكسر".
تزوج من الكاتبة ليلى ضو عام 1957 ولديهما ابنان هما لويس والشاعرة ندى.
كان أنسي صديقًا مقربًا لجارة القمر الفنانة فيروز، وكان له دورٌ رئيسي من خلال منصبه في صحيفة النهار بالتشجيع على تمويلها ومساعدتها في خطوةٍ مهمة للتأكيد على أهمية دور المرأة.
توفي بتاريخ 18 شباط/ فبراير 2014 بعد صراعٍ مع سرطان القولون.
- احتفل محرك البحث غوغل بميلاده التاسع والسبعين.
- حصل على وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.
- كان مؤمنًا بأنّه سيشفى من مرضه، وكان يخشى الموت كثيرًا الأمر الذي اضطر عائلته إلى التعايش مع مرضه كأنّه حالةٌ صحيةٌ بسيطة كالزكام أو غيره.
- لم يكن يحب الأوسمة والتكريم، وكان شخصًا انطوائيًا يحب العزلة.
- صرّحت ابنته الشاعرة ندي في لقاءٍ لقناة الميادين بأنّ والدها كان يخشى الظلام والليل، فكان ينام نهارًا ويبقى طوال الليل ساهرًا، ويبقي جميع أضواء المنزل مُنارةً حتى الصباح.
- صادف أن توفي وزوجته في يوم الثلاثاء في الساعة الواحدة ظهرًا.