إن ما تفعله اليوم هو ما سيشكل حياتك في المستقبل، عليك أن تهتم بتقسيم أهدافك وجعلها واضحة نصب عينيك ووضع الخطط التي تساعدك في الوصول إليها مع مراقبة نفسك بصورة دائمة، إنّما أنت أيام فإن انقضى بعضها انقضى عمرك! لذلك يمكنك أن تغتنم فترات عمرك خاصة فترة الإقبال على الحياة وتحديدًا في سن الشباب، الذي تتفجج فيه طاقتنا ورغبتنا في التحدي بشكل كبير، لأن اغتنام هذه السنوات سيكون بمثابة القفز من أسفل الدرج لأعلاه لتلحق بركب المتفوقين الناجحين، إليك بعض النصائح الجميلة، احضر قلمك ومذكراتك ودون معي..تعلم اللغات
لا يخفى على أحد السر العام وراء تعلم أكثر من لغة جديدة، خاصة في عصرنا المعاصر، فقد أصبحنا منفتحين بشكلٍ كبيرٍ على جميع الحضارات حولنا، وما يحكمنا ليس فقط ريادة الدول في المجالات الاقتصادية أو التعليمة أو السياحية، إننا نعيش في عصر تتقدم بنا مجالات التكنولوجيا والعلوم المختلفة بشكل لا يمكن تصورة، ولكي نساير هذا التطور دائمًا ونظل مطلعين على ما يحدث في الدول الرائدة حولنا، لا يجب أن نقف قاصرين لا نعرف عن خبر على مواقع التواصل الاجتماعي بلغة تختلف عن لغتنا الأم، هذا يجعلنا نجيب على تساؤل ربما يقذف إلى عقلك الآن، وهو أحق اللغات بالتعلُّم؟ يمكنك تعلم اللغات الأشهر في العالم إن كنت ترغب فقط في مواكبة ما يحدث حولك، لكن إن كنت ترغب في الدراسة أو العمل ستحتاج لتغيير خطتك الآن! أليس كذلك؟
السفر
لن تحتاج أن تتعلم اللغات فقط لأجل السفر، بل يمكنك أن تتعلم المزيد حول نفسك من سفرياتك أيضًا، السفر بالطبع يعلم الكثير من الأشياء، لأنه يجعلك تستقل بذاتك ليس فقط من الجانب المادي، وإنما من الجانب النفسي أيضًا، هل ستستمر في مواكبة تطورك عند الابتعاد عن مصدر الدعم القريب منك، كوالدك مثلًا؟ هل ستخشى الله في كل تصرفاتك عندما تخلو بنفسك، هل ستظل محافظًا على مبادئك السامية؟ هل ستتعلم تدبير المال عند أحلك الظروف؟ هل ستنجز مهامك حقًا ولن تعلق خيباتك وإخفاقاتك على المجتمع المحيط بك والبيئة التي لا تدعمك؟ المزيد والمزيد من الأسئلة التي سيجيب عليها السفر، والكثير من الأشياء التي ستكشفها داخلك، أنا أعتبر السفر ما هو إلا وسيلة جيدة للتعرف أكثر على نفسك وجوانب قصورها وضعفها، المزيد والمزيد من الثقافات الجميلة التي ستتعرف عليها، والتي من شأنها أن تغير من شخصيتك لتكون أكثر انفتاحًا على العالم، أكثر تقبلًا للاختلاف بين الآخرين.. الكثير والكثير.
تعلم مهارات جديدة
سوق العمل حولنا يتغير بسرعة البرق، الوظائف الحالية ربما بعد عامين لن تكون بنفس القدر المالي من التكسب، أو بنفس الاحتياج الحالي، الذكاء الاصطناعي يكتسح دور الإنسان في الحياة، تطور العلوم والتكنولوجيا حولنا يجعلك تُعيد النظر في حياتك مرة أخرى، وكل يوم في الصباح تسأل نفسك قبل أن تذهب لغسل أسنانك، هل أنا أسير في الطريق الصحيح؟ هل ما أقوم به هو ما سيقودني للحياة التي أنعم بها؟ عليك أن تظل منفتح الذهن والعين على كل ما حولك، دائم التطوير من نفسك، لن أتحدث على المهارات الثابتة التي يجب أن تكون لديك، أو عن ضرورة تحسين مهارات العمل الحالية للحصول على مكانة مرموقة بأجر مرضي، الأمر أعمق بكثير من ذلك، عليك أن تنظر للمستقبل بعد خمس سنوات من الآن؟ كيف ستلحق بالركب؟ هناك الكثير من المواقع عبر الإنترنت تقدم دورات ذات محتوى مميز، فليس لك حُجّة!
العادات اليومية تُشكل مستقبلك
من سمات الناجحين، قدرتهم على الالتزام يوميًا بعادات يومية ولو بسيطة بعض الشيء، إلا أنهم يدركون جيدًا مدى تأثيرها على المستقبل القريب، عليك أن تجعل القراءة أهم عاداتك اليومية، إنها لن تخلق منك فقط شخصًا مثقفًا واعيًا مُلمًا بجوانب حياتية عديدة تكفيه للحصول على حياة ناجحة مثمرة، أو تساعده أحيانًا في تخطي بعض المشاكل الحياتية والتعامل مع ضغوطات الحياة، القراءة تهذب النفس وتعلو بك من أسفل القاع إلى أعالي القمم، تجعلك تترفع عن الدُنا وتسمو في سماء الصفاء النفسي والعقلي. يمكنك أن تقرأ في جميع المجالات التي تحتاج أن تعرف عنها، القراءة بحرٌ فياض كلما أتيته عشطان روى ظمأك، إلا أنك لن تكتفي! الربط والترابط بين مجالات الحياة، سيجعلك تُقبل على المزيد كلما توغلت بين كتب، ونهلت من الكُتّاب.
“أنت حرٌ ما دُمتَ تقرأ!”
الاستقلال والاعتماد على النفس
في بداية العشرين ربما لا زلت في مرحلة الدراسة الجامعية، لكن هناك بعض السُبل للتكسب بالمال، كـ إعطاء الدروس الخصوصية، العمل بالأشغال اليدوية، مساعد مدرس، العمل في القطاع الخاص بالفترة المسائية، العمل في مجال الفريلانس، وهو من أفضل المجالات المناسبة للطلبة، بسبب تحكمك في وقت العمل، وتنوع الوظائف وارتفاع الأجور، يمكنك معرفة المجالات واختيار المجال الأقرب لشغفك وشخصيتك، والبدء في تعلم الكورسات اللازمة لاحتراف المهنة، يمكنك البدء بمشاريع تجارية صغيرة، كي تتعلم أسس التجارة، وتبني رائد أعمال بداخلك يمكنه أن ينشئ مشروعًا ينافس كبرى الشركات العالمية.
لم أنته بعد لأن ضرورة الاستقلال المادي من ضرورة الاعتماد على النفس في شتى أمور الحياة اليومية، بداية من تجهيز فطورك وحتى ترتيب فراشك وتنظيف غرفتك، لا يجب عليك الاعتماد على والدتك طوال الوقت.
الصحة النفسية والجسدية
إن المرض النفسي لا يقل خطورة عن المرض الجسدي، ويجب عليك أن تهتم بنفسك، ولا تدعها تغرق في شرها، أو تتحامل عليها لدرجة أن تختنق وتنفذ طاقتك وأنت في أول السباق! عليك أن تهتم بالترويح عن نفسك وتحسين حالتك النفسية باستمرار، فالجد في الحياة يتطلب مرحًا أيضًا.
“انعزلت وقرأت أكثر من اللازم، بينما كان زملائي يمارسون الحياة ولا يقرأون عنها.. اليوم أجد أنهم ليسوا بهذه الحماقة!”. أحمد خالد توفيق
الاهتمام بالصحة يبدأ من عاداتك اليومية، كأوقات وعدد ساعات النوم، نظافتك بشكل مستمر، ممارسة الرياضة، ليس فقط الاهتمام بتناول وجبات صحية مفيدة!
الآن عليك أن تهتم بما يدخل عقلك وجوفك.