كيف نناقش فكرة الموت مع الأطفال؟

كيف تؤهل الطفل لفكرة الموت؟

بالرغم من قسوة كلمة الموت وصعوبة الحديث عنها حتى في أوساط البالغين فضلًا عن الأطفال، إلا أنه من المؤكد أن الأطفال الذين يعيشون حياة طبيعية قد سمعوا بها من قبل وتكونت لديهم بعض الخيالات عن الموت ومن المحتمل أنهم أبدوا أسئلة كثيرة عن الموضوع. لذا ينصح كثير من التربويين بتهيئة الطفل نفسيًا قبل أن يتعرض لموقف مباشر لفقد أي عزيز وذلك عن طريق تربية حيوان أليف، فبجانب الفوائد العظيمة التي سيجنيها الطفل من تلك التجربة، إلا أنها تساعده على فهم معنى الحياة والموت. فمن المعروف أن بعض الحيوانات والطيور تموت أسرع من غيرها فعندما يراقب الطفل الطير في حياته وبعد مماته سيفهم كيف توقف الجسد وأن هذا سببًا كافيًا للوفاة. تجربة الموت والحزن مع الحيوان الأليف تكون أقل وطأةً على الطفل من وفاة أحد الراشدين من حوله، كونه معتمدًا على الراشدين، وقد تعتبر تدريبًا جيدًا على التأقلم بشكل صحي مع الفقدان.


تفسير الموت للفئات العمرية المختلفة:

تعتبر القاعدة الأساسية فيما يتعلق بمناقشة الموت مع الأطفال، هي أن تتحدث عن الأمر بطريقة تتناسب مع مستوى نمو الطفل، واضعًا في الاعتبار المعتقدات الدينية للأسرة، كما ينبغي ألا تقدم للطفل معلومات أكثر من قدرته على التقبل بحجة أنك تقدم له الموضوع بأسلوب صادق أو دقيق.


الأطفال حتى ثلاثة سنواتحتى السنة الثانية لا يدرك الطفل ابدًا معنى الموت لكنه قد يفقد بعض من الروابط التي تصله بالمتوفى، بعد إتمام العام الثاني ما زال الطفل غير قادر على تفهم الموت ولكنه قد يفهم أن الشخص غاب لبعض الوقت فتجده ينادي عليه وينتظر عودته. من المهم جدًا في هذه المرحلة العمرية المحافظة على الروتين الذي كان يربط الطفل بالمتوفى لأن ذلك يساعده على الاتزان النفسي.
من ثلاثة إلى ست سنوات

ما زال الأطفال غير قادرين على فهم الموت بشكل كامل، فهم يرونه كفصل من فصول الحياة يمكن عكسه أي أنهم يعتقدون أنه ما زال ممكنًا أن يعود المتوفى. كما يتصورون أن الموت لا يخصهم فهذا الغياب لا يمكن أن يحدث لهم.

من ست إلى تسع سنوات

يبدأ الأطفال في فهم أن الموت سرمدي لا يمكن العودة منه، كما أنهم فى مرحلة عمرية يفهمون فيها السببية أي أن الوفاة تحدث بسبب معين كحادث مثلًا أو مرض.

من تسعة إلى أثني عشر

الطفل في هذه المرحلة العمرية يكون قد طور مفهومًا ناضجًا للوفاة، ولكن قد يخفي انفعالاته وآلام الفقد فيحاول أن يظهر الشجاعة والقوة أمام أفراد عائلته وأصدقائه وزملائه بالمدرسة بينما يظهر حزنه وآلام فقده في صورة مشاكل تعليمية أو سلوكية بالمدرسة كأن يضعف تحصيله الدراسي، التمرد ضد النظام والسلطة المدرسية،العدوان على زملائه. هذه السلوكيات هي صرخة من أجل المساعدة، وهذا يجعل من المهم التعامل مع المخاوف المتعلقة بالمدرسة. ويكون لدى الطفل وعي بأن ‘هيكل’ الأسرة قد تغير، وأن قواعد أفراد الأسرة الذين توفوا باقية ومستمرة.

هذه التصنيفات تخضع للكثير من الفروق الفردية حسب المفاهيم والخبرات التي تعرض لها الطفل، وبالطبع لا يمكنك الانتظار حتى يستطيع الطفل تفهم الموت، لأننا للأسف لا يمكننا التحكم في حدوثه.


بعد حدوث الوفاة كيف نتعامل مع الطفل؟

  1.  التعامل مع مشاعر الحزن لدى الطفل على أنها مرحلة تحتاج إلى وقت وليست مرحلة مؤقتة ونكون بجانبه طوال تلك الفترة الصعبة.
  2.  استخدام كلمات واضحة تعبر عن الوفاة مثل جدك توفى، ولا نقل نام أو سافر، لأن ذلك سيتسبب في قلق دائم للطفل من النوم أو السفر.
  3. الأطفال يعبرون عن حزنهم وأوجاعهم بطرق مختلفة وسيكون حتمًا عليك اكتشاف الطريقة التي يعبر بها طفلك.
  4. كن موجودًا بجانبه دومًا وامنحه كل ما يطلب من معلومات وجواب على كل ما يطرح من أسئلة دون ملل.
  5. لا تكذب عليه أبدًا ولا تخبره بنصف الحقيقة فالطفل حساسون وأذكياء وسيتعرفون على ذلك ويفهمون أنه عدم ثقة.
  6. ساعده في الاحتفاظ بذكرى لهذا الراحل سواء بالكتابة إليه أو الرسم.
  7. عرف الطفل بالمستجدات التي ستطرأ على الحياة مثلًا لو توفت أم الطفل عرفه من سيتولى أموره وناقش الأمر معه.
  8. ساعد نفسك ولا تتردد في طلب الدعم أبدًا فسلامتك النفسية تساعدك على مساعدة طفلك.
  9. كن دائم التأكيد على الطفل أنه ليس سببًا بأي شكل في حدوث الوفاة.
  10. كن على يقين أن الطفل لا يحتاج العزل عن التجربة بل يريد مواجهتها ومعرفة كيف يتجاوزها.
  11. اشرح ما سيحدث في العزاء، وعن العادات المرافقة للموت في مجتمعنا (بشكل يتلاءم مع نموّه) ونمنحه خيار المشاركة.
  12. نلتزم الروتين اليومي لأنشطة الطفل قدر المستطاع لأنّ ذلك سيمنحه الأمان (التغييرات الكثيرة في المنزل تضيف المزيد من الضغوط) إنّ مكوث الطفل في بيئته المنزلية مع فرص لقضاء وقتٍ مع أصحابه (خلال النهار وعندما يكون الراشدون مشغولين في طقوس العزاء) مفيد لكن مهم أن ينام في المنزل ليلًا.