دائمًا ما يحتاج الإنسان لاستحضار الروحانيات المتعلقة بالدين والمعتقدات، لينشرح قلبه ويذهب ما به من هموم، وتزداد ثقافته الدينية، فيجد العبرة والنصائح التي تزيد إيمانه بعقيدته، فيزداد خشوعه لخالقه، وتُهذب نفسه باستمرار؛ لذا أتيت إليك بمجموعة كتب دينية تناسب لغة العصر وقيّمة في ذات الوقت، فهي تتسم بالسلاسة والبساطة، متخذةً لغة العصر سبيلًا لنشر ما تحويه من معلومات ومعرفة لأكبر عدد ممكن من الناس.

كتب دينية تناسب لغة العصر.

ترشيحات لمجموعة مكونة من ست كتب دينية كتبت بأسلوب سهل ومبسط لتتناسب مع لغة العصر وروح الشباب، لعلك تجد ما يناسبك فيها:

أثر النبي

نبدأ قائمة كتب دينية بروح عصرية، بكتاب “أثر النبي” للكاتب المصري “عمر طاهر”، والذي يتناول قصص قصيرة من وحي السيرة النبوية، حيث يستعرض الكاتب 12 قصة لأشخاص مقربين للنبي محمد -صل الله عليه وسلم- وما إن تقرأ الصفحات الأولى للكتاب، لا تشعر بنفسك إلا وقد فرغت منه، فالكتاب بسيط وسلس للغاية، يروي تفاصيل قد تقرأها لأول مرة بدون تعقيد أو فرط في السرد الممل.

يروي الكاتب في الكتاب عن السيدة زينب ابنة النبي، وابنتها الحفيدة المنسية أمامة بنت زينب -رضي الله عنهما- ويسرد لنا بعض التفاصيل عن رقية وأم كلثوم وفاطمة بنات النبي، ويُخبرنا عن “زيد بن عمرو” الرجل الذي هام في الأرض بحثًا عن النبي محمد -صل الله عليه وسلم- قبل بعثه، وعن “ماريا القبطية” تحدث الكاتب واسترسل في حب المصريين الفطري للنبي، ولم ينس “حاطب بن ابي بلعته” رسول النبي إلى المقوقس في مصر ليدعوه للإسلام، و”آمنة بنت وهب” والدة سيد الخلق وقصتها وحياتها مع النبي، و”حليمة السعدية” مرضعة النبي، وأخيرًا أمينة السر “أسماء بنت أبي بكر”.

أنبياء الله

يأتي كتاب “أنبياء الله” كرائعة للكاتب المصري الكبير “أحمد بهجت” ويتناول الكتاب قصص أنبياء الله بدءًا من آدم -عليه السلام- حتى محمد -صل الله عليه وسلم- بأسلوب سلس، خالٍ تمامًا من التعقيدات، يمتاز الكتاب بالبساطة، ويبتعد عن مواطن التعقيد التي اختلف على تفسيرها العلماء والمفسرون، مصوبًا تركيزه كاملًا على هدف القصة، وعلى أي حال فهذا نهج “أحمد بهجت” الذي يخاطب العالم المعاصر الحالي بلغة بسيطة، لينشر ما يملك من المعرفة للقراء بدون تكليف.

ويبدأ كتابه “أنبياء الله” بإهداء للملك “جبريل” عليه السلام، وقد أثنى عليه ببعض الكلمات، فيقول فيه:

“لو أنه تكرم وسمح، بأن أضع خدي على التراب وأبكي حتى ينبت العشب من دموعي.. فسوف أهدي الكتاب إليه.. إلى الروح الأمين جبريل عليه السلام.. إيمانًا بالغيب.. وخشوعًا للجلال.. واعترافًا بفضله على البشر، بوصفه رسول رب العالمين إلى الأنبياء.. مع اعتذار عميق وخوف مشفق.. لجرأة الطين الخاطئ على مجرد التوجه إليه بالحديث فضلًا عن الإهداء”.

عندما التقيت عمر بن الخطاب

تم يأتي كتاب “عندما التقيت عمر بن الخطاب” لمؤلفه “أدهم الشرقاوي” ويتناول الكتاب حياة أمير المؤمنين، خليفة المسلمين الثاني الفاروق “عمر بن الخطاب” في قالب روائي، ويأخذنا الكاتب من خلال كتابه لزمان بعيد لم نشهده قط، ولكننا شهدنا أثره، ليروي لنا قصة رجل أحبه النبي -صل الله عليه وسلم- حتى دعا الله أن يُعز الإسلام والمسلمين به، واستجاب الله تعالى لنبيه الكريم، وانتزع من قلب عمر الكفر، ملأه بنور الإسلام، فذاق حلاوة الإيمان، وقال عنه الرسول الكريم “لو كان بعدي نبي، لكان عمر” فكان للإسلام معزًا حتى توفي في المسجد وهو إمامًا للمؤمنين أهل الفجر.

وفي مقدمة الكتاب يهدي “أدهم الشرقاوي” كتابه للفاروق قائلًا:

“يا عمر بن الخطاب، هذه الرواية منك.. إليك، أعرف أنك أكبر من أن يحويك كتاب، ولكن هذا كل ما استطعت.”

عمر بن عبد العزيز

ثم كتاب “عمر بن عبد العزيز” للكاتب المصري الكبير “عبد الرحمن الشرقاوي” ويتناول في كتابه سيرة الخليفة “عمر بن عبد العزيز” الذي أُطلق عليه خامس الخلفاء الراشدين، لينضم لصف أعظم الخلفاء المسلمين لرسول الله -صل الله عليه وسلم- وينال شرف أن يكون خامس هؤلاء الخلفاء، لما وُجد فيه من الزهد والورع والتقوى والعدل، فكان خير حاكم في زمانه، وبات واحدًا من الخلفاء المؤثرين في تاريخ الإسلام، فالبرغم من مجيئه للحياة بعد 100 عام من الهجرة إلا أنه بث في الناس روح الإسلام من جديد، وأحيا فيهم عزة الإسلام من جديد، بعدما بدأت الفتن تلاحق المسلمين في ذلك الوقت من الزمان.

البوصلة القرآنية

ويبحر بنا الكاتب “أحمد خيري العمري” في كتابه “البوصلة القرآنية” نحو البحث والإجابة عن تساؤلات العصر، ومعرفة عناصر الخطاب القرآني المفقودة، ويرتبها لنا لنتبعها فتبدأ هذه العناصر بالتساؤل ثم البحث عن الأسباب، ومن بعدهم الإيجابية، ثم الحس المقاصدي، ويستشهد خلال رحلة البحث هذه بأمثلة من القصص والآيات القرآنية.

ويمتاز الكتاب بسلاسته واستفاضته، فقد فتش “العمري” من خلاله عن أسباب ركود الإسلام منذ النشأة بدقة، ومن بعدها بدأ يستعرض كيفية وأسباب قيام الإسلام من جديد، فكانت النتيجة كتاب هادف، يتيح الفرصة لشباب المسلمين للتأمل في الدين بوعيٍ كامل، كما أن العمري يقترح بين طيات كلماته في كتابه كيفية إصلاح الوضع المعاصر في العالم الإسلامي.

من أسرار القرآن

كتاب “من أسرار القرآن” للكاتب والطبيب والأديب المصري “مصطفى محمود” يصنف ضمن مجموعة كتب دينية تناسب لغة العصر، فهو يأخذنا في جولة حول أسرار القرآن الكريم، ويطرح العديد من التساؤلات التي راودته في وقت ما، وربما راودتك أنت أيضًا، ويجيب عنها مستشهدًا بآيات من الذكر الحكيم، بعد تأمل وتدبر من الكاتب في الآيات القرآنية، فنجد اجتهاده واضحًا في تحليل وتدبر الآيات لكشف بعض من أسرار القرآن بأسلوب سلسل وبسيط.

يبدأ كتابه بالتساؤل الذي راوده: لماذا خلق الله الحشرة؟ وينتقل بنا إلى لغز الزمان في القرآن، ثم يكشف بعض الحقائق حول التآمر على الأديان، بعدها يذهب بنا إلى علم نفس قرآني، ويستأنف جولته مع القارئ في الشريعة..متى وكيف؟ ويخبرنا بعض الأسرار حول التوسل، ويختم كتابه بالسر الأخير: قطع اليد في القرآن.

وفي النهاية.. يقول المولى تعالى في سورة الذاريات “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ”. والتي أمر فيها الله -تعالى- نبيه محمد بوعظ المؤمنين وتذكيرهم بدينهم دائمًا، وفي عصرنا الحالي -عصر السرعة- ينشغل الناس بالحياة بشكلٍ مرعب، لذا يلزم تهذيب أنفسهم دائمًا بالقرب من الله، والحرص على الحصول على جرعة مستمرة من الوعي الديني، عبر قراءة مجموعة كتب دينية تناسب لغة العصر.