" إدوارد دي بونو" من أشهر من قاموا بدراسات تحليل العملية الفكرية عند الإنسان ولكونه طبيب فقد استفاد من معلوماته الطبية عن المخ في تحليل أنماط التفكير عند الإنسان حتى ابتكر طريقة القبعات الست ومن ثم أصبح دي بونو أشهر اسم في العالم في مجال التفكير وتحليله وأنماطه، واخترع عدة نظريات في هذا المجال ومن أشهرها التفكير الجانبي والميداليات الست وقبعات التفكير الست.

- إن كتاب قبعات التفكير الست يهدف إلى توعية عملية التفكير، والإلمام بها، ومعرفة كيف يعمل العقل، ويطرح العلاقة بين الأمزجة والتفكير، ويعطيك الفرصة لاختيار أي قبعات التفكير مناسبة لذلك الموقف كما قبعة التفكير الزرقاء.

تم تقسيم دور قبعة التفكير إلى ستة أدوار مختلفة، تمثلها ست قبعات تفكير ملونة بألوان مختلفة، يقوم الشخص بتناول القبعة المناسبة في أي وقت كرد فعل، ويلتزم بالدور الذي تحدده، ويمكن تبديل القبعة في أي لحظة، وعليها يغير الفرد الدور الذي يمثله أو يتبعه.

* الغرض الأول من معرفة القبعات الست هي تحديد الأدوار، ومن أهم معوقات التفكير الصحيح هو الدفاع عن الأنا، وتتيح لنا القبعات أن نقول آرائنا دون أن نجرحها، فإن ارتداء زي المهرج يسمح لك بتمثيل دور، وأما القيمة الثانية لها هي توجيه الانتباه، وأما الثالثة فهي الملاءمة، ووضوح الإجابة على السؤال، والرابعة هي إمكانية كيمياء الدماغ وتأثيرها على الأمزجة التي تتبعها التفكير، وأما الخامسة فهي وضع قواعد اللعبة، والناس بفطرتهم يجيدون تعلم القواعد، واللعبة المعنية هي عمل الخرائط.

وتنقسم هذه القبعات الست إلى:-

1- قبعة التفكير البيضاء

هناك نوعان من المعلومات

الأول يشتمل على حقائق مجربة و مثبته وهي حقائق من الدرجة الأولى .

النوع الثاني يتضمن حقائق من المعتقد أنها صحيحة و لكنها لم تخضع للتجربة حتى الآن .

– يعتبر تفكير القبعة البيضاء اتجاهًا و نظامًا.

– اللون الأبيض "غياب الألوان" يرمز الى الحياد و عدم الانحياز.

إن قبعة التفكير البيضاء أشبه بجهاز الكمبيوتر الذي يعطيك الحقائق والأرقام التي تطلبها، دون أن يطرح تفسيراته أو آراءه، وهو محايد غير متحيز، ومن يتعامل مع من يرتدي قبعة التفكير البيضاء يجب أن يكون محدد المعلومات والأسئلة، فلا يتبع أساليب غير مباشرة.

أنواع المعلومات اثنين، الأول معلومات حقيقية من الدرجة الأولى، وهي حقائق مثبتة ومجربة، والنوع الآخر حقائق من نوع ثاني، وهي معتقد أنها صحيحة، ولكنها لم تجرب حتى الآن.

يعتبر قبعة التفكير البيضاء منهجًا كاملا واتجاهًا يتبعه المفكرين، ويحاول المفكر أن يكون حياديًا وموضوعيًا في طريقة عرض المعلومات.

2- قبعة التفكير الحمراء

تنقسم إلي قسمين:

- الحدس: بعد تجميع والبحث والاطلاع علي المعلومات استخدم حدسك النابع من عقلك الباطن .

- المشاعر: يتم التعبير عن المشاعر بعد الاطلاع علي المعلومات لتحصيل نتيجة عادلة أكثر ،أيضا التعبير عنها يطلق وينهي أي موانع داخلية أو توجه مسبق، وبمواجة مشاعرنا نجعلها أكثر منطقية.

واللون الأحمر لون القلب المعروف، لون العواطف والمشاعر والأحاسيس، فعندما ترتدي قبعة اللون الأحمر، وكأنك تقول: هذا شعوري حول الموضوع.

و تثبت القبعة الحمراء أن للعواطف دور كبير في التفكير، وأن النتيجة الفعلية تتأثر بعاطفة الشخص وكذا قراراته، لذلك من الحكم المنتشرة ألا تتخذ قراراتك المهمة أثناء انفعالاتك.

وإن القبعة الحمراء إن لم تسمح لها أن تظهر بوضوح، فهي تلعب دورها خفية، وتؤثر على التفكير كله، حيث تعتبر العواطف والمشاعر والأحاسيس والحدس أمورًا فعالة وحقيقية، وتعترف بوجودها القبعة الحمراء، كما أنه لا داعي لتبرير أو تفسير هذه المشاعر.

إن من يرتدي قبعة التفكير الحمراء هو المفكر العاطفي.

3- قبعة التفكير السوداء:

هي قبعة النقد السوداوي حيث نقوم بالتفتيش عن كل العقبات والعيوب والموانع، ونحاول الوصول لكل الأسباب التي تجعل من حل ما او اقتراح ما غير قابل للتطبيق ، وهي قبعة ضرورية جدا للخرص علي عدم اضاعة الكثير من المجهود في موضوع معين لن يطبق وغير ذا فائدة ولكن طبعا بشكل موضوعي.

 

الإيجابية أولًا أم السلبية؟

إن مرتدي القبعة السوداء ينظر إلى الأمور السلبية أولًا، ويشير دائمًا إلى النتائج الخاطئة وإمكانية الفشل الكبيرة يقدم الشر على الخير، وإن المفكر صاحب تلك القبعة ينظر للمسألة دائمًا على هيئة مقارنة بين الماضي والحاضر ومدى التطابق والاختلاف، وأحياناً المستقبل والحاضر، والاختلاف مؤشر سلبي بالنسبة له.

لا يعني مرتدي القبعة السوداء الشر عمومًا، ولكنها ربما تكون حكمة زائدة، أو تحكم مفرط، فمنتهج ذلك الطريق دائم الاعتراض والتعليق في أي نقاش، ويطرح اسئلة من قبيل: ماذا لو فشلنا؟ لا أرى فائدة من تجمعنا.. وهكذا..

من النصائح المقدمة لإدارة الحوار وحتى لا ينقلب إلى نزاع عندما ترتدي قبعة التفكير السوداء، أن تؤجل كل ما تلاحظه للنهاية وتعرضه بتوضيح وتفسير وهكذا تكون مفكر حقيقي بالرغم من نظرتك السلبية أو المحبطة للأمور.

4- قبعة التفكير الصفراء

التأمل الإيجابي، في اللون الأصفر يرمز لأشعة الشمس والإشراق والتفاؤل.

ومن يرتدي قبعة التفكير الصفراء يعتمد على التفكير البنّاء الذي يفيد، وكونك شخص إيجابي فهذا أمر اختياري، فيختار المرء من أي زاوية ينظر للأمور، فهل يرتدي القبعة السوداء؟ أم الصفراء؟

يجب أن تعلم أن الخيارين بيدك دائمًا.

إن القبعة الصفراء تعني التفاؤل نحو المستقبل، وتعلي من قيمة السؤال بـ إذا نحو شيء فعال وصحيح، وهي تركز على إيجابية الشيء كما تركز القبعة السوداء على سلبيته، وتصدر من المفكر صاحب تلك القبعة دائما الاقتراحات والتجديدات، ويكون مفعم بالطاقة التي تجعله قابل لتتعامل مع كل طارئ.

كما تجمع القبعة الصفراء بين القبعة الحمراء القبعة الخضراء.

5- القبعة الخضراء

القبعة الخضراء معنية بتنظيم وتحديد ومنع الخروج عن نمط أو لون معين من قبعات التفكير

اللون الأخضر يرمز إلى الإبداع والابتكار، ومن أشهر أقوال مرتدي القبعة الخضراء في التفكير “خلق أفكار جديدة – تغير” حيث يكمن لديهم قوة خفية تمكنهم من تقبل أي تجديدات أو تغيرات بسهولة كبيرة، بل غالبا ما يسعون إليها.

إن مرتدي قبعة التفكير الخضراء لا يتوقف عند الإجابة الأولى في أي معضلة، ولكنه يقتنع بالبدائل ويستمر في إيجاد العديد من الحلول، ولا يتوقف بل يرجع للحلول القديمة في أي وقت ويعيد استخدامها، كما أن مرتدي القبعة الخضراء هو ذلك الذي يتبع منهج التفكير الإبداعي.

وترتبط الحركة في تفكير مرتدي القبعة الخضراء ارتباطا وثيقا، حيث تحل محل إصدار الأحكام، ودائما يتقدم المفكر من فكرة لأجل الوصول إلى آخرى جديدة، وصفتي الاستفزاز والاستشارة من أسس تلك القبعة حيث يرمز لها بكلمة بو po، حيث يستلزمه الاستفزاز للانتقال خارج الانماط الاعتيادية نحو الابتكار في التفكير.

التفكير الإبداعي: يمكن تعريفه بأنه مجموعة من الاتجاهات والمصطلحات والوسائل، تهدف إلى العبور إلى الأنماط المنظمة ذاتيا من أجل توليد مفاهيم ومدركات جديدة.

6- قبعة التفكير الزرقاء

التفكير حول التفكير – ضبط التفكير

إن مرتدي القبعة الزرقاء أشبه بـ لوحة التحكم، فتمكننا القبعة الزرقاء من معرفة أي قبعة ترتديها أنت والآخرين، بل تمكن المرء من استبدال قبعته لأي قبعة تريدها، وهو سلوك رسمي يمتهنجه أولئك المنظمين، مثل هؤلاء المبرمجين، حيث تقوم القبعة الزرقاء ببرمجة تفكير الإنسان.

إن من أهم صفات مرتدي قبعة التفكير الزرقاء هو التركيز، حيث يكمن الفرق بين مفكر جيد وآخر ضعيف هما قدرتهم على التركيز، وهناك أنواع للتركيز، ولكن من خلال التركيز الواسع على الأشياء يمكن أن نركز على تفاصيلها.

خطوة ثم خطوة، برامج للتفكير، إحدى وظائف قبعة التفكير الزرقاء هي تصميم برنامج للتفكير واضح الخطوات كتلك التي يعمل بها أجهزة الكمبيوتر، ويشبه مفكر القبعة الزرقاء قائد الفرقة الموسيقية، وهو الذي يطلب استخدام القبعات الآخرى، وهو مسئول أيضًا عن التلخيص والاستنتاج أثناء وبعد عملية التفكير المشتركة.

عادة ما يكون مفكر القبعة الزرقاء واحد فقط في أي عملية تفكير، ولكن مع ذلك يمكن لأكثر من واحد أن يأخذها.

عملية التفكير دائما ماتكون مختلطة ومشوشة وغير علمية ،وبتنظيم الدخول في نمط معين من التفكير نقوم بالاستفادة القصوي من ذلك النمط ووضعة جانبا،وبهذا التنظيم نستطيع الوصول لحل علمي صحيح مبني علي اساسات وبسرعة ومجهود أقل.

ويمكن القول إن استخدام طريقة عمل قبعات التفكير في مجالات عديدة في الحياة، سواء في التعليم أو الإعلام أو القضاء، أو الأسرة والعلاقات الاجتماعية، وفي مجالات الأعمال كلها واتخاذ القرارات..

وأيضًا غالبا ماتصلح تلك الطريقة بشدة في فرق العمل لأن كل شخص يتميز بنمط معين غالب علي تفكيره، وهنا يمكن اسناد مهمة البحث وإبداء رأي في نمط معين لاشخاص بعينهم لتسهيل عملية التوصل لقرار، يمكن أيضًا إسناد مهام نمط معين في حياتنا الشخصية لشخص معين، خصوصًا إذا كنا غير بارعين فيه، وبشكل عام تساعدنا قبعات التفكير على موازنة أنماط تفكرينا.

و يمكنك الإستماع إلى الكتاب من هنا