يقول بلال فضل في مقدمة كتابه: لأنني أحب الكتابة عن الكتب و الحديث عن الكتب بمناسبة و بغير مناسبة، كنت أتلقي خلال كتابتي المنتظمة في الصحف مع كل معرض للكتاب سيلًا من طلبات الترشيح لما أراة من الكتب أولي و أحق بالإقتناء و القراءة ؟ و لذلك صنعت هذة القائمة التي تضم عددًا من أحلى الكتب التي أحب قرائتها دائمًا و أبدًا، و التي يمكن أن تضم إليها الكتب التي تحدثت عنها في هذا الكتاب، مع رجائي أن تتذكر دائما أن هذة القائمة هي قائمة شخصية عشوائية مكتوبة من الذاكرة عمدا، و لا يوجد أي منطق في اختيارها سوى أنني استمتعت بقراءة كل ما فيها و أضمن لك برقبتي أنك ستعيد قراءة اغلبها أكثر من مرة دون أن تمل، لاحظ أن رقبتي سدادة كما يبدو لك من حجمها في الصور، قد تري أن هناك كتبًا أحلى مما أخترته، و بالتأكيد هناك كتب أحلي و أجمل و أهم سقطت من ذاكرتي " النقاواتية " و ربما كان ذلك حافزًا لأن تصنع لنفسك قائمة تخصك من أحلي الكتب، تتفوق علي هذة القائمة الشخصية التي آمل ألا تحرم نفسك منها أو مما استطعت إليه منها سبيلًا .
ننبهر دائمًا بالكتب والروايات التي تنطق بالعشق، الكتب التي تجعلك تحب الكاتب وتحب ما يكتبه وتحب ما يحبه، فما بالك بكتابٍ يتحدث عن الكتب نفسها بوصفها جسدًا ينبض بالحياة ليعطيك أحضانًا دافئة يضن بها عليك من حولك من البشر؟، وما بالك برجلٍ عاشق للكتب حد الثمالة كبلال فضل؟
" إهداء..
إلى أحبّ بقاع الدنيا إلى قلبي، إلى تحويشة عمري وبهجة زماني، وشريكة صباحاتي وونيسة لياليَّ وبهجة زماني، إلى مُغنيَتي عن سؤال اللئيم وصُحبة الأنذال، إلى مكتبتي.... أمدّ الله عمري في أحضانك."
بهذا الإهداء العذب قدّم بلال فضل الكتاب، إهداءٌ وددت لو كتبته على لوحة جميلة و وضعتها في مكتبتك، ونيسة أيامي وبهجة زماني، لأعبّر لها عمّا يشعر به بلال وأشعر به تجاه باعثة الأحضان الدافئة، هي مقدمة أخرج فيها بلال ما يجيش بداخلنا من عواطف بمنتهى الصدق والبساطة، ألم أقل لكم أنه عاشق للكتب حد الثمالة؟
الكتب التي تتحدث عن الكتب هي من أمتع وأجمل ما تقرأ، شيء بديع أن تجلس مع شخص قرأ الكثير والكثير، وصال وجال بين كتب وكُتاب لم تسمع عنهم من قبل، ثم جلس يروي لك قصصه وتجاربه معهم، ناقلًا لك جزءًا من نهر العشق الذي يجري في كل وريد بداخله
ستخرج من هذا الكتاب صغير الحجم عظيم الأثر بأكثر من ثلاثين اسمًا لكتاب أو رواية أو كاتب من الممكن أن تكون لم تسمع عنهم من قبل، سواء بذكر أسمائهم أو بكتابة سطور موجزة عنهم أو بمقال كامل مخصص لأحدهم، المكسب الأعظم، وأهم من تحدث عنهم بلال في هذا الكتاب هو أديب الإنسانية كما وصفه، العظيم خالد الذكر فيودور دوستويفسكي.
هذا الرجل، قد يكون لدى الكثير رهبة تجاهه، بلا أسباب واضحة، يراودهم دائمًا شعور بأن أعماله ضخمة الحجم ليست لأي قارئ، ولكن هنا، وخلال أكثر من ست مقالات تقريبًا ظن بعضها مخصص لإحدى روايات وبعضها ذُكر فيه دوستويفسكي على الهامش، سيجعلك بلال تعشق هذا الرجل من قبل أن تقرأ له، من كلامه ومقطفاته التي اقتبسها من رواياته تيقن أنه يستحق لقب أديب الإنسانية.
ترشيحات عديدة، وحديث يطول عن روايات وأمهات كتب، وكُتاب من بلاد قريبة وبعيدة، كتاب لن تتخيله بهذا الجمال.
كتاب لا يجب أن يفوتكم، لو خرجتم منه بترشيح واحد فقط أعجبكم فقد أدّى رسالته، فلماذا لا تقرأونه بأنفسكم لتفوزوا ليس فقط بالترشيحات، بل وبجرعة حب وعشق خاصة جدًا لا يقدرها إلا من عشقوا القراءة والكتب مثلكم؟
