1- بين القصرين
عدد الصّفحات: ٥٨٣
تحكي الرواية قصة أسرة من الطبقة الوسطى، تعيش في حي شعبي من أحياء القاهرة في فترة ما قبل وأثناء ثورة 1919، يحكمها أب متزمت ذو شخصية قوية هو السيد أحمد عبد الجواد (سي السيد)، ويعيش في كنف الأب كل من : زوجته أمينة وإبنه البكر ياسين وإبنه فهمي وكمال إضافة إلى ابنتيه خديجة وعائشة.
فـ من أين عسانا أن نبدأ؟ وماذا عسانا أن نقول؟
في البدء، عندما تجذب الكتاب من الرّف باتّجاهك ستتوقّع بأنّك ستقرأ نصّاً ثقيلاً.. لكن ستجد المفاجأة!!
هذه قصّة عن عائلة مصرية وكيف تعايشت مع الحياة خلال الحرب العالمية الأولى، الشّخصيات وكيف يتشابكون في حياة بعضهم البعض، شخصيّة الأب السّلطوية، شخصيّة الأم المستسلمة، شخصيات الأولاد والبنات المتناقضة، وكيف استطاع نجيب الغور في أنفسهم جميعاً وكأنّنك أقرأ كتاب لدوستويفسكي.
اللّغة هي أكثر ما ستسحرك في الرّواية، اللّغة “البسيطة المعقدة” كما يجب أن نسميها، تقرأها فتفهمها، لكن، لا أحد يستطيع أن يجاريها بفصاحتها وبلاغتها.
محفوظ حقّاً سيد حرفته، تتحكم سيطرته على الكلمات في توازن بين الذّكاء والمودة، سوف تنقلك أوصافه الحيوية للمنازل والشّوارع في مصر في أوائل القرن العشرين.
عمل فخم من كاتبٍ فخم..
تعرض حياة أسرة السيد أحمد عبد الجواد في منطقة الحسين بعد وفاة نجله في أحداث ثورة ١٩١٩ وينمو الابن الأصغر كمال ويرفض أن يدخل كلية الحقوق مفضلا المعلمين لشغفه بالآداب والعلوم والفلسفة وحبه واصدقاءه وكذلك يتعرض لحياة نجلتي السيد أحمد وأزواجهم وعلاقتهم ببعض وزواج ياسين وانتقاله إلى بيته الذي ورثه من أمه في قصر الشوق وتنتهي أحداث القصة بوفاة سعد زغلول.
2- قصر الشوق
عدد الصّفحات: ٥٤٨
الجزء الثاني من ثلاثية القاهرة، ولقد تغيّر الكثير في الأسرة في السنوات السّبع عقِبَ نهاية الجزء الأول “بين القصرين”، أخٌ ميّت، وجميعهم كبروا في السّن، أحمد، الأب، فقد بعضاً من هيبته وسطوته على العائلة، يكافح الشيخوخة، حتّى وهو يواصل حياة التّبذير كل ليلة، كلتا الفتاتين تزوجتا، واحدة بسعادة، والأخرى لا، ينزلق ياسين من الانحطاط إلى التّدهور، أمّا الأم، أمينة، فإنّها تتمتع بقدر أكبر من الحريّة لتكون خارج المنزل، كمال، الشّخصية الأكثر اهتماماً بالنّسبة لي، هو الآن في مرحلة النّضج، يقع في الحب لأول مرة، وهو طالب طموح الآن ليكون فيلسوف وكاتب.
عائلة آل جواد، المثيرة للإهتمام، ستتعلّق بكل شخصيّة بشكلٍ أو بآخر.
وها هو محفوظ يواصل في الكتابة بأسلوبه الرّائع، في “قصر الشّوق” يبدو أنّ هناك عدد أقل من الشّخصيات التي يركز عليها محفوظ اهتمامه، بالإضافة إلى ذلك، بدلاً من القفز إلى شخصية ومنظور مختلف في كل فصل، يخصّص العديد من الفصول في وقت واحد لشخص واحد ووضع واحد، وبذلك يكسب العمل التّماسك والاهتمام، يُنهي محفوظ الجزء بشكلٍ غير متوقع كما حدث في الجزء الأول، وبعد أن أكملت اثنتين من الثّلاثية، أجد نفسي مهتمة بشكلٍ متزايد بالشّخصيات وفي الثّقافة التي يصفها محفوظ، إلى الرّواية الثّالثة والأخيرة .
3- السّكرية
عدد الصفحات: ٤٠٢
الجزء الثّالث من ثلاثية القاهرة، في هذا العمل سيتغير الأبطال حيث الأطفال في الجزء الماضي هم من سيكونوا أبطال هذا الجزء بالإضافة إلى “كمال”، وتبدأ أحداث هذا الجزء بعد نهاية أحداث الجزء السابق بثمانية أعوام كاملة.
وها نحن ننهي الثّلاثية، ملحمة أدبية استحقّ على إثرها نجيب جائزة نوبل وبجدارة.
وها نحن نفتقد صُحبة عائلة أحمد عبدالجواد: أحمد، أمينة، ياسين، فهمي، كمال، خديجة، عائشة، عبدالمنعم شوكت، أحمد شوكت، كما نفتقد الأصدقاء حسين شدّاد وأخته عائدة، فؤاد الحمزاوي، إسماعيل لطيف وحسن سليم.
النّهاية عبقرية: الاستعدادات لولادة ولجنازة، الحياة والموت يستمران، وعلى الرّغم من أن التّركيز يبقى على العائلة، إلّا أنّه ممزق بالسّياسة.
شقيقان: أحفاد الأب أحمد عبدالجواد، كلاهما راديكالي، واحد في “الإخوان المسلمين” والآخر شيوعي، يتناقضون مع المثقف كمال، عمّهم الذي يناضل في هذه الحياة مع إيمانه الذي أعدمه.
محفوظ عبقري، قدرته على بناء الشّخصية وتطورها ملفت للانتباه، اللّغة السّردية، الفكرة، الفلسفة، كلّ شيء كان ساحراً، اعتقدنا بأنّنا سنكتب مراجعة مطوّلة ومفصّلة، وما اتّضح بأنّ الكلمات ستقف هُنا عاجزة عن تشكيل الجمل لوصف هذه الثّلاثية.
شيء أخير عن هذه الملحمة: معقّدة، عبقرية، ومؤلمة.