تلك العتمة الباهرة

"تلك العتمة الباهرة" كتاب من الواقع تروى أحداثه على لسان عزيز بنين الشخص الرئيسي في الرواية.

عزيز بنين المولود بمدينة مراكش سنة 1946 والذي جمع تعليمه بين المدرسة الفرنسية الحديثة والمدينة العتيقة في مراكش وبين صرامة الأدب الحديث ومتخيل الحكاية الشرقية.

 

تدور أحداث الرواية حول مأساة مجموعة من العسكريين الذين تم قيادتهم من أحد قادة العسكريين نحو قصر الصخيرات الملكي على الملك الحسن الثاني في عام 1971.

كانت التعليمات التي وصلت لهم أنها مجرد مناورة عسكرية فقط، ولكن تم توريطهم واتهامهم بتنفيذ محاولة انقلاب، وتم القبض عليهم بما فيهم عزيز بنين وتم حبسهم في أحد السجون، ثم تم نقلهم إلى سجن تازمامارت الذي يقع على أطراف الصحراء الشرقية الغربية، ويصفه الراوي فيقول: " كان القبر زنزانة يبلغ طولها ثلاثة أمتار وعرضها متر ونصف، أما سقفها فوطئ جداً يتراوح ارتفاعه بين مائة وخمسين ومائة وستين سنتيمترات، ولم يكن بإمكاني أن أقف فيها"

يحكي عزيز مدى المعناة التي تعرضوا لها في الحبس، فقد كان عدد المعتقلين ثلاثة وعشرين سجين، تم وضع كل واحد منهم في زنزانة منفردة، لا يمكن وصفها إلا بأنها تربة شديدة الظلمة لا يسمعون فيها إلا فحيح الحشرات السامة، ولا يشعرون بنور الشمس إلا عند خروجهم لدفن من مات منهم.!!

مدى الألم والتعب الجسدي والنفسي الذي تعرض له كل سجين، السجن الذي دفنوا فيهِ أحياء، على مدار 18 عاماً لم يفقدوا إيمانهم بالله، وبقيَت ألسنهم رطبى بالقرآن والحديث الحسن إرتقوا فوق عذاباتهم الجسمية، ارتقوا فوق الجوع، فوقَ التقتير، فوق الضيق، فوق العتمة، فوقَ العقارب والصراصير، وفوق سخرية السجّان

#معاناة_عزيز.

يمكن التحدث بداية من عزيز الذي حاول أن يقاوم كثيرًا ما تعرض له من هجوم العقارب السامة على جسده وشعوره بمرارتة هذا السم في فمه، ومن ضيق المكان لم يستطع إلا بعد عناء أن يضع إصبعه في فمه لكي يتقيأ هذا السم.

#موت_السجناء

بعد عذاب ومعاناة ، وفقدان أبسط الحقوق، حتى حق الطعام والشراب أصبح من الأشياء الغير آدمية من كثرة العفن..

#أولًا موت العربي بعد شهور من إضرابه عن الطعام، وقد أصابه الجنون.

#ثانيًا موت حميد الذي قام بالإنتحار عن طريق ضرب رأسه مرات عديدة.

#ثالثًا موت السجين بوراس الذي كان يتميز بقوة جسده وبنيته، بعد تراكم البراز في بطنه وعدم قدرته على احتماله.

مر الوقت وازداد تساقط السجان يومًا بعد يوم، وأصبح موتهم واحدًا بعد الآخر، لم يتبق منهم إلا أربعة أشخاص في النهاية.

 

فبعد مرور ثمانية عشرة عام تسرب خبر السجن والسجناء إلى منظمة الحقوق الإنسانية في فرنسا وإثر الضغوط الدولية أصبحت السلطات المغربية مجبرة على إطلاق سراح باقي السجناء.

قسوة وظلم وتعذيب ومعاناة وقهر واستبداد كل الأحوال السيئة التي يمكن أو لا يمكن وصفها، عناء سنين بل عمر بأكمله، موت كمطر السماء لأرواح طاهرة، ونجاة البعض منهم فقط!

 

وفي المشهد الأخير بعد خروج عزيز من المعتقل ينظر في المرآة ليحدق في تجاعيد وجهه وعيناه الجاحظتين وملامحه التي يمكن أن تصف وتوضح مدى الرعب والقسوة التي تم التعرض لها.

 

 


كتب PDF ، كتب و روايات PDF ، أفضل تجميعات الكتب، كتب عالمية مترجمة ، أحدث الروايات و الكتب العربية ،أفضل ترشيحات الكتب و الروايات، روايات و كتب عالمية مترجمة.