كتاب السر هو من أبرز المؤلفات التي أثارت ضجة، وأثارت أخذًا وردًا طويلًا بين القراء، ولكن جدير بالذكر أن الكتاب باع في أول سنة فقط 19 مليون نسخة، وجعل صاحبة الكتاب، روندا بايرن، تدخل قائمة الشخصيات المائة الأكثر تأثيرًا على العالم، وذلك لما أحدثه هذا الكتاب من تأثر كبير جدًا في القراء.

وفكرة كتاب السر جديدة وجريئة جدًا، بدأ الناس في تطبيقها و وجدوا لها الكثير من النتائج، وفي المقابل أخذ فريق آخر من الناس موقف المعارضة وقال أن هذه أمور لا يمكنها التحقق، ولكل وجهة نظره، لكن في النهاية الكتاب نجح في إحداث ضجة كبيرة جدًا في وسط القراء والمثقفين.

وفي هذا المقال نأخذك في جولة حول الكتاب، ونناقش ما هو قانون الجذب الذي تراه المؤلفة يستطيع أن يغير حياة جميع الناس، ونتعرف على الشروط، والطريق الذي رسمته للتغيير.

المحور الأول من الكتاب: ما هو السر؟

تقول روندا بايرن أن السر هو قانون الجذب، أي أن الأشياء المتشابهة تنجذب إلى بعضها البعض، حتى الأفكار أيضًا تنجذب.. فترى المؤلفة أن ما تفكر فيه في عقلك، هو ما يحدث في حياتك، والذي تعيشه الآن هو نتيجة أفكارك ليس أكثر ولا أقل.

وتشبه روندا أفكار الإنسان بالإشارات، حيث أنها تخرج من العقل وتؤثر على الواقع، وتدفع الإنسان إلى تصرفات معينة، إذن الأفكار تُتَرجَم إلى حقائق واقعية.. ماذا نستنتج من ذلك؟ أنك إذا أردت أن تغير أي شيء في حياتك عليك بتغيير المصدر، أو المنبع.. وما هو؟ الأفكار بالطبع!

المحور الثاني: ما هي شروط تحقق الأفكار على أرض الواقع؟

تقول الكاتبة أن الأمر ليس بهذه البساطة، أي أنك تأتي بفكرة ثم تطلب منها التحقق على أرض الواقع، وأن يكون لها تأثير ملموس في حياتك! بل لا بد من توافر شرطين مهمين جدًا حتى يتحقق ذلك بالفعل، فما هما؟

الشرط الأول: أن يكون هذا التفكير متكرر ومستمر، فالأمر لا يتم من مرة واحدة ولا حتى من مرتين، بل لا بد من الاستمرارية.

الشرط الثاني: أن يكون عندك تحفيز ذاتي وشعور جيد.. أو بمعنى أصح التفائل والأمل الدائم، أي أنك تفكر فيما ترغب في تحقيقه وأنت مستبشر بأكبر قدر ممكن من تحققه.

المحور الثالث: الأدوات المساعدة!

بعدما عرفنا الشرطين السابقين، نشير هنا إلى أن الكاتبة ذكرت، مع الشرطين، ما أطلقت عليه: عوامل مساعدة.. فما هي؟

أولًا: لكي تجعل التفكير مستمرًا عليك أن تجعل الأفكار أمامك بكل شكل ممكن، وذلك يختلف من شخص لآخر، قد تكتب ورقة وتضعها أمامك، قد تجعلها خلفية لهاتفك، قد ترسمها في غرفتك، أي طريقة ممكنة لجعل الأفكار هذه أمامك طوال الوقت، وبالتالي يكون التفكير فيها مستمرًا، وهو الشرط الأول لتحقق الأفكار على أرض الواقع كما ذكرنا.

ثانيًا: مهارة التخيل.. تخيل دائمًا أن ما تريده من الأفكار قد تحقق بالفعل، بل وأنك تمارس ذلك الآن، كأن تحلم مثلا بأن تصبح مديرًا، الآن عليك أن تتخيل بأنك فعلا مدير، وتحاول أن ترى نفسك وأنت في مكتبك، وأنت في عملك، وأنت تقوم بمهام المدير، وهكذا.. كل ذلك يساعدك على تكوين الشعور الجيد، وهو الشرط الثاني لتحقق الأفكار على الأرض، كما ذكرنا.

المحور الرابع: شواهد وأمثلة

في فصول الكتاب ذكرت الكاتبة العديد من الأمثلة على تحقق هذه الأفكار، منها أن هناك شخص يريد أن يصبح غنيًا.. فالآن عليه أن يفكر دائمًا في المال، مثلا عن طريق الاحتفاظ بورقة فيها مبلغ مالي معين، ثم يجعلها أمامه دائمًا؛ ربما في محفظته أو على مكتبه، أو هاتفه، ثم يبدأ في التخيل والتأمل أنه فعلًا امتلك هذه الأموال، في ماذا سينفقها؟ وماذا سيفعل بها؟ ماذا سيشتري؟ إلخ..

ومن الأمثلة التي ذكرتها أيضًا؛ موظف يريد أن يترقى إلى منصب كبير، لا بد هنا أن يبدأ في التفكير في هذا المنصب بشكل كبير، ويركز بشكل قوي على هذا المنصب، وينظر له دائمًا، ويفكر باستمرار، ويرى ذلك دائمًا كأن يكتب على مكتبه لقب أو منصب يريده.. ويبدأ في تأمل الأمر، وما سيفعله لما يتحقق ذلك.

وذكرت روندا في فصول الكتاب العديد من الأمثلة، عن العلاقات، والصحة، وغير ذلك، فخلاصة الكتاب أن واقعك يتمثل في أفكارك، وتغيير هذا الواقع يتمثل أيضًا في تغيير أفكارك، فالأفكار هي القوة، وهي السر، وهي المصدر لكل شيء، وهي التي يجب أن تتغير حتى يتغير واقعك.