في هذا المقال إشارات هامّة نحو أخطاء يرتكبها القراء في العادة، و نصائح ثمينة في التعامل مع الكتاب، وكيفية القراءة الصحيحة، كما أنه استعراض سريع لأهمّ الأفكار، وقد اخترنا أن نقدّمها لك على شكل خطايا، لتبيان خطر عدم تفعيل هذه النصائح والأفكار؛ وصَدَق من قال: "الضّدُّ يُظهرُ حسنَهُ الضدُّ"...
و هذه الخطايا السبعة هي :
1- القراءة من أجل أن تكون مثقّفًا
في تعريف كلمة ”مثقّف“ التباسٌ لا يخفَى على من يتفكّر قليلًا..
من هو المثقف؟ كم كتابًا عليك أن تقرأ حتى تستحق لقب ”المثقّف“؟
إنّ الإنسان لا يقرأ ليصبح مثقفًا، ولكن الإنسان يقرأ ليمتلك أدوات فكرية ومعرفية تسمح له أن يكون أكثر حكمة في اتخاذه لقرارات مؤثرة في حياته العملية وحياته اليومية.
2- القراءة العشوائية
القراءة العشوائية هي أن تقرأ ما يروق لك حين يروق لك قراءته، أو أن تذهب إلى المكتبة بلا هدف محدد، فتجد كتابًا يجذبك عنوانه أو فكرته فتقرّر فورًا أن تبدأ في قراءته.
ربّما لم نفكّر من قبل في هذا الأمر، أو أننا لم ندرك أن هناك طريقة أخرى للقراءة، أقوى تأثيرًا وأفضل.
3- تركيز القراءة في نوع واحد من الكتب
تركيز القراءة في الأعمال التخييلية Fiction فقط، أو غير التخييلية non-fiction فقط هو أحد الخطايا السبعة، وهو أيضًا شائع بين شريحة عريضة من القُرّاء وتستطيع ملاحظة هذا الأمر بمجرد متابعتك لمجموعات القراء على وسائل التواصل الإجتماعي أو عن طريق موقع Good reads.
لا شكّ أنّ لكل من النّوعَين مزاياه الخاصّة، ولكن علينا أن نسعى للتعرّف على كل أنواع الكتب، وأن نربّي ذوقنا لاستساغة كلّ من النوعين.
وكذلك تركيزها في مجال واحد أو لكاتب واحد (وسنكمل هذه النقطة في الخطيئة التالية)
4- أن تقرأ ”على ذوقك“ فقط
إذا لم تعتمد في القراءة إلا على ذوقك أنت، لن تتنوع قراءاتك ستجد أنّك تقرأ في نفس المجال، أو لنفس الكاتب، مدّة طويلة ولا شكّ أن تعدد مصادر المعرفة أمر في غاية الأهمية والخطورة، وأنّه عليك أن توسّع من زاوية رؤيتك.
ولهذا ننصحك بأن تستشير الذين تثق في آرائهم وتسألهم عن ترشيحات للكتب المفضّلة لديهم أو ذات الأثر الأكبر على نفوسهم وتفكيرهم وبهذا يتسنّى لك أن تنمّي من معرفتك، وتوسّع من مجال قراءتك.
لا تنسَ أن تراعي تنوّع الفئات العمرية، والبيئات الثقافية للأشخاص الذين تستشيرهم أي لا تستشر فقط من هو في مثل سنّك، أو في نفس مجال العمل الذي تعمل به نوّع الشرائح العمرية، ولاحظ الخلفية الثقافية للشخص الذي تستشيره، واحرص أيضًا أن تكون خلفياتهم الثقافية متنوّعة.
ولا يفوتنا في هذه النقطة أن نلتفت إلى أنّ الذوق في تطوّر مستمرّ، وما يزال على الإنسان أن يبني ذوقه ويرقّيه ما دام حيًا. والبعض يعتقدون أنّ الذوق مسألة منتهية، وأنّه طالما أنني لا أحب هذا المجال أو هذا الكاتب الآن، فلن أحبّه أبدًا وهذا غير صحيح.
5- القراءة بهدف التسلية
القراءة لا يجب أن يكون هدفها الوحيد هو التسلية ربّما نحبّ أن نقرأ كتبًا ممتعة، ولكن ليس بهدف التسلية التسلية هنا بالمعنى السلبي للكلمة، أي أنّه كتاب تافه، لا فائدة منه، ولكنّه مسلٍّ فقط لا يزيدك معرفةً أو علمًا ولا يُمدّك بأدوات فكرية أو معرفية لتحسين حياتك.
علينا أن نحدّد أولًا، وقبل اختيار الكتب التي نضعها في برنامج القراءة الخاص بنا، المعارف التي نحن بحاجة إليها في هذه المرحلة من حياتنا.
ربّما تتوقّع مولودًا جديدًا، فعليك أن تقرأ في فنّ التعامل مع الأطفال ومجال التربية أو ربّما تمارس مهنة جديدة، فعليك أن تقرأ كيف تتعامل مع ظروف العمل وربّما تعاني من سوء الأداء في العمل، فتحتاج إلى قراءة كتب في إدارة المهام وزيادة الإنتاجية والانضباط الذاتي.
وبعد تحديد المعارف التي نحتاج إليها، نختار الكتب التي تلبّي لنا هذا الاحتياج وتمدّنا بالمعارف والأدوات اللازمة لتخطّي هذه المرحلة إلى ما بعدها.
6- القراءة السريعة
القراءة السريعة فنٌّ معروف وله أصول وأدوات ولكن في كثير من الأحيان، تكون السرعة مضرّة وليست مفيدة القراءة بشكل عام تحتاج إلى التركيز والتأمّل لتستطيع أن تستوعب ما يقوله الكاتب بشكل جيّد وربّما تؤدي القراءة السريعة إلى نتائج عكسية، وتمنعك من الاستيعاب بشكل كامل.
7- انتقاد الأفكار بسرعة
شئ آخر يمنعك من استيعاب الأفكار بشكل كامل هو أن تقرأ وأنت تنتقد الكاتب في كلّ فكرة تُعرض عليك انتقاد الأفكار، والتفكير المتمحّص أمر هام جدًا، ولكن وقتُهُ هو بعد أن تقرأ وتستوعب بشكل كامل ما يحاول الكاتب قولَه، ولكي تستطيع القيام بذلك بشكل سليم، عليك أن تجتهد في الدخول لعقل الكاتب، بل وتحاول أن تكون أنت الكاتب.
وبعدما تفهم تمامًا ما يريد الكاتب إيصاله إليك، ابدأ بالتفكير في رأيه وتمحيصه كما تشاء وعملية التمحيص والمقارنة هذه أشبه بعملية الهضم للطعام فلا تقلّ أهمّية أبدًا عن تناول الطعام، بل إن تناولت الطعام ولم تهضمه المعدة، لن يستفيد الجسم شيئًا منه.