تبدأ الكاتبة "دروثي براند" في بداية كلامها موجهة رسالة إلى جمهورها ولكل من يرغب في أن يستيقظ ويعيش فتقول:
لا شك أننا نحيا حياة دون المستوى الذي نحن خليقون به، فإذا تحررنا من العوامل التي تقعد بنا، وتعطلنا، وتقيد نشاطنا، واقتربنا من الامكانيات الكامنة في نفوسنا، لرأينا أنفسنا نخلق خلقًا آخر..
إن حياتنا الطبيعية المتكاملة التي من حقنا، تبدو لنا كأنها شيء خارق للطبيعة متى قسناها بالحياة الناقصة المترددة المتعثرة التي نفرضها على أنفسنا فرضًا..!!
فإذا عرفنا هذا، عرفنا أن أولئك الذين عاشوا عيشة منتجة مثمرة سواء كانوا من الساسة أو الفلاسفة أو الفنانين أو رجال الأعمال، إنما استخدموا في وقت من أوقات حياتهم، وربما من غير وعي منهم، امكانياتهم الذهنية، في حين أخفق غيرهم في أن يعرفوا، أو في أن يستكشفوا ماهية امكانياتهم هذه..
وتقدم "دورثي براند" بداية فصول الكتاب قائلة: "لهؤلاء الذين أخفقوا حتى الآن في استكشاف إمكانياتهم، إنه ليس قصة تطور فكرة، وإنما هو مرشد عملي أهديه إلى كل متطلع إلى حياة سعيدة مثمرة".
- في الفصل الأول من الكتاب تسأل "دروثي براند" لماذا نفشل؟
الوقت والجهد اللذان ننفقهما لتحقيق الفشل كان يمكن أن ننفقهما لتحقيق النجاح، إن الفشل ليس إلا دليلاً على أن مجهوداً قد بذل في الطريق الخطأ، لأننا إلى جانب خضوعنا لإرادات نفسية انشائية شتى، كإرادة الحياة وإرادة القوة ، نخضع أيضا لإرادة الفشل.
إن إدراك وجود ارادة للفشل – أو إرادة للموت سيان - تعمل في نفوسنا وأن ثمة تياراً هدّاماً مقوضاً يسري عكس اتجاه قوى الصحة والنمو .. إدراك هذه الحقيقة هو الخطوة الأولى لتحويل الفشل إلى نجاح.
كل ما ينبغي أن يتسلح به المرء لإجراء هذه التجربة هو الخيال والتضحية – لفترة – بما درج عليه من عادات ريثما يتم عملاً واحداً من الأعمال التي يتطلع إليها ، ومهما يكن من أمر فسوف تتضح بعض النتائج الأولية تواً وهي نتائج ، لعمري ، تثير الدهشة والشك ، والشك من العادات التي ينبغي أن تشرع من الآن في التضحية بها، لقد حققت هذه الوصفة النجاح للمئات وفي مقدروها أن تحققه لك.
- الفصل الثاني - إرادة الفشل:
علينا أن ننظر على إرادة الفشل كحقيقة واقعة، ولو أن الجمود والنشاط الزائف وجدا في نهاية الحياة أو لو أنها لم تشل قوانا وحيويتنا ونحن في ذروة القوة والحيوية لما كان هناك مبرر أن نصفها بأنها العدو الألد لفاعليتنا وقدرتنا على الإنتاج.
فمثلًا: تلك الحاجة الملحة لقبول أول عمل يعرض علينا هي وحدها تكفي تفسيراً للحقيقة الواقعة وهي أن قلة قليلة من الناس يقدر لها أن تحقق أهدافها الحقيقية في الحياة، ولكننا في هذه الفترة نبدأ جميعاً بتصميم على أن لا ندع أهدافنا تغيب عن نواظرنا وإن اضطرينا إلى عمل ما لكسب قوتنا، ونوهم أنفسنا بأننا قادرون على تحقيق أهدافنا بقدر ما يسمح به الظرف كأيام العطلات، ولكن هل حقاً سنعمل في العطل بينما الجميع جالسون!
وهكذا يكتسحنا تيار إرادة الفشل حيث نصرح (بعد الخمسين من العمر) بفشلنا آخذين الآمر مأخذ السخرية، وهكذا نعبر طريق الحياة دون أن نحقق ما حلمنا بتحقيقه.
- الفصل الثالث - ضحايا إرادة الفشل:
إن أولئك الواقعون في قبضة إرادة الفشل يتصرفون كما لو كانوا سيعمرون ألف سنة!!.
فمنهم من ينام أكثر من حاجته بساعتين ويتعكر مزاجهم إن لم يحدث ذلك، إن نومهم الزائد فعل قهري تفرضه عليهم إرادة الفشل.
عندما لا نساهم في حركة تقدم العالم بالشكل الصحيح،عندها يرن صوت التعاسة داخلنا، إن ضحايا الفشل من اللاهين أو العاملين في غير أماكنهم يفلحون حقا في شغل كل دقيقة من أوقاتهم بما لا طائل وراءه، وهكذا يفلحون أكثر في خداع أنفسهم ومن ثم الناس بأنه ليس في الإمكان أحسن مما كان!!.
- الفصل الرابع - ثمار الفشل :
إن ثمار الفشل ثمار حقيقية لها وجود، فذاك يسهل علينا مهمة مواجهتها كشيء له وجود فعلاً وليس مجرد حلم في الذهن أو في الخاطر ..
أنت حين تفشل فأنت تنعم عندئذ بثمرات حقيقية تتمثل في تفاديك التعب والعناء وثبوط العزيمة واعتكار المزاج التي يلاقيها كل ساع مجد إذا عاكسته الظروف وواجهته الصعاب ومع الفشل يفلت المرء من الهمسات والشائعات والتقولات والتجريحات التي تلاحق كل نجاح ، ثم انك متى فشلت تحولت رفيقاً أطيب عشرة مما لو كنت ناجحاً فالذين يبلغون النجاح دائبو العمل ليس في وقتهم متسع للهو .
- الفصل الخامس - تصحيح الاتجاه :
نحن عادة ما نبخس قيمة امكانياتنا ،لقد مررنا – جميعا – بتجارب من الألم والمذلة ولكن لحسن الحظ ففي ميسورنا أن نسلم ذكرى الألم السابق أو المذلة السابقة للنوم فلا تعود تقف عقبة دوننا والنجاح ولا تدفعنا إلى الفشل ..
كيف ؟ المسألة غاية في البساطة .. بأن نتصرف كما لو كان من المستحيل أن نفشل ! نعم، ذلك هو الطلسم السحري الذي يحول فشلنا إلى نجاح ، في ميسورك – مستعينا بقدر معقول من الخيال أن تمحو من نفسك كل ما يعتمل فيها من ضعف الثقة والجبن والخوف.
إن قانون الطبيعة ما برح على العهد به دائماً ، فمن يعمل تواتيه القوة ومن لا يعمل تهرب القوة منه !
- الفصل السادس - نحو الهدف:
{ تصرف كما لو كان مستحيلاً أن تفشل ! }، بدلاً من أن تحاول أن تبدأ أو تُقسم أن تبدأ، أو تحدد موعد لذلك في المستقبل أنفق ما يلزمك من وقت في بناء اتجاهك الذهني، ذلك الاتجاه الذي تريد أن تبدأ به والذي يسهّل عليك البدء ويهونه … كيف؟
استعد ذكرى النجاح الذي حققته (مسبقا) – وان كنت قد حققته صبيا أو طالبا في المدرسة – ولكن لا تنغمس في ذكرى النشوة التي أعقبت النجاح وإنما اقتصر على إحساس الثقة الذي لازمك عندما ادركت أن في ميسورك أن تصنع شيئاً.
ثمة أشخاص قد أضرَّ بهم الفشل ضرراً بليغاً بحيث يتيعن عليهم أن يتبعوا هذه الطريقة لفترة معلومة كل يوم حتى يستعيدوا أخيراً ثقتهم المطلقة بأنفسهم .. والثقة التي يتطلبها النجاح إنما تتأتى من ذكرى نجاح سابق.
- الفصل السابع - نصح وتحذير:
أنصحك أولاً ألا تحاول أن تسلم نفسك لنوم مغناطيسي أو ما يشبهه في طريقك إلى النجاح أو حتى ما يتفرع عنه كالإيحاء الذاتي .. كل ما يتطلبه الأمر أن تأخذ نفسك بشيء من الإرادة.
وأنصحك ثانياً : ألا تلتتزم طريقة قطع التأكيدات لنفسك أو فلنقل بدقة أكثر أنه من وجد في نفسه المقدرة على استخدام هذه الطريقة فبها ونعمت وأما للمتشككين (وما أكثرهم) فهي عقيمة عقم التنويم الذاتي [ لهم ] .
وأنصحك ثالثاً : بألا تندفع في إدعاء ما لم يحدث، كأن تبالغ في تصوير أحد نجاحاتك.
- الفصل الثامن - ادخر أنفاسك :
إن ما تنفقه من الوقت في سبيل ابتكار حل لمشكلتك – مثلاً – أو رسم نهج أصيل تنتهجه ليس وقتاً ضائعاً، إذا كنت تعاني من مشكلة ما حقاً فالخطوة الأولى هي أن تدون مشكلتك على الورق بحيث يسهل عليك إدراكها، ثم ابحث عن ذلك الناصح الخبير المتقارب معك في الآراء ووجهات النظر ثم أخبره بمضمون المشكلة لا بكل تفاصيلها واجعل حديثك مقتضباً .. فإذا أردت أن تعترض على مدى جدوى نصائحه فعليك هنا أن تشكك في دوافعك! لأن معنى هذا الرفض أنك تضمر في ذهنك خطة كنت ترجو من ناصحك أن يقرك على اتباعها!
- الفصل التاسع - مهمة الخيال:
إن للخيال منافع لا تحصى وفي ميسوره أن يسدي إلينا العون في أمور شتى، فمتى أمكننا السيطرة على هذه المكلة وتوجيهها وهبتنا الخيال الإنشائي، ففي وسعه أن يجعلنا ننظر إلى أنفسنا عن بعد متجردين عن عواطفنا وهواجسنا التي كثيراً ما تعوقنا، وفي ميسوره أن يمحص لنا شخصية منافس لنا حتى نستفيد من تجربته ونتجنب اخطاءه.
- الفصل العاشر - مبادئ وقواعد:
ماذا لو كنت ممن لا بد لهم من التشجيع في كل مرحلة من مراحل العمل ؟ إن هذا يصعب الأمر ولا شك ولكن في وسع الخيال أن ينجدك، لربما تحتاج أحيانا إلى الدفاع عن عملك وأنه أحسن ما يمكن أن يصنع في مجاله ، خير طريقة تدافع بها عن صلاحية عملك إذا احتاج الأمر أن ترسم لنفسك مقدما مجموعة من المبادئ والقواعد لكل عمل نقبل عليه.
- الفصل الحادي عشر- إثنا عشر تمريناً:
ثمة وسائل عديدة يمكننا بها أن نكسِب العقل حدة ومرونة في آن معاً، لذا ينبغي علينا أن نعمل على بث القوة في حياتنا بحيث يصبح في مقدورنا أن نكف عن وجه من أوجه النشاط لننتقل إلى وجه آخر وبحيث يسهل علينا أن نغير متى شئنا الوسيلة التي نواجه بها مشكلاتنا وأن نغير الجهد الذي ننفقه في أعمالنا فنزيده أو ننقصه كيف شئنا، وينبغي أن نفعل ذلك كله في حنكة ودراية ومهارة. وليس في هذه التدريبات شيء غير هادف إلا أن أكثر ما يفيدك منها هو ما يفرض عليك نوعاً من الجهد وقوة الإحتمال.
ملحوظة "يمكنكم الرجوع إلى الكتاب للتعرض على التمارين".
- الفصل الثاني عشر- أطيب التنميات:
أول ما تتسلح به لبلوغ النجاح هو أن تتصرف كما لو كان الفشل مستحيلاً.
الخيال أداتك الرائعة لتحقيق المنافع.
التربية الذهنية وتنمية الإرادة هي ما تحتاجه.
في وسعنا أن نفعل هذا مستعينين بالخيال، وهنالك يمحى الفشل، وتبقى الشجاعة التي تسدد خطانا في طريق النجاح، والشجاعة المتجهة للطريق الصحيح هي مبنى النجاح ومضمونه.
وهي تقضي أن نخوض التجارب مسلحين بالمرونة تارة، وبالكبح تارة أخرى، وأ، نحسن استغلال إمكانياتنا ومقدراتنا، وأن نرد أنفسنا عن الانزلاق إلى الخواطرو الأحلام، وعن اجتناب المسئوليات، وعن التصرفات الصبيانية التي يعوزها النضج.
فالنجاح في رأي كل راشد مساو لبذل أقصى جهد يستطيعه، أما عن "ما هو الحد الأقصى لهذا الجهد؟"، فذلك هو ما نستكشفه حين نحرر أنفسنا تمامًا من إرادة الفشل.
لقراءة الكتاب قم بالضغط على الرابط التالي: استيقظ وعش