إليك كتب تساعدك على تجاوز الاكتئاب الموسمي

الليالي البيضاء 

إذا كنت من الأشخاص الحالمين مثلي، فمن المؤكد أنك سترى نفسك في الليالي البيضاء الرواية القصيرة للكاتب الروسي دوستويفسكي. يعيش البطل في قصة حب شاعرية، في ليالٍ معدودة من أيامه، لكن على الرغم من كل تفاصيل العشق بأمله وألمه، فهو يقدر السعادة الحقيقية حتى ولو كان زمنها مجرد لحظة يختطها من شقاء الحياة. 

تدور أحداث رواية الليالي البيضاء حول لقاء قدري يجمع شاب بفتاة باكية، يود لو يتمكن من تجفيف دموعها بعد أن وقع في غرامها وسلبت روحه من أول نظرة لها، وهو الذي اعتاد على الوحدة حتى ألفته وألفها. 

يبحث البطل الحالم في رماد أحلامه القديمة، إنه ينقب في هذا الرماد على الأقل عن شرارة ينفخ فيها، لعلها تدفئ قلبه، وتعيد إلى حياته حرارتها من جديد.

وقعت قصة الحب في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، التي تشتهر بلياليها البيضاء، حيث يطول النهار بصورة خارقة، ويختفي الليل تقريبًا، وتعد هذه الليالي عيدًا ومناسبة تجذب السياح للاستمتاع بأمسيات شاعرية، يقتصر ظلامها على ساعات معدودة.

“كانت ليلة رائعة، أيها القارئ العزيز، ومثل هذه الليلة الجميلة، ربما لا نراها إلا عندما نكون في ريعان الشباب. كانت السماء مرصعة بالنجوم، وشديدة الصفاء، بحيث إن من يتطلع إليها لا بد أن يتساءل دون وعي: أيمكن، تحت مثل هذه السماء، أن يعيش مختلف أنواع الناس ذوي النفوس الحاقدة ومتقلبة الأهواء؟”.


صديقي لا تأكل نفسك 

في كتاب صديقي لا تأكل نفسك يصحبنا الكاتب عبد الوهاب مطاوع في رحلة مع مجموعة من تجاربه الحياتية، ويصف مشاعره وأفكاره تجاه الحياة بحلوها ومرها، فتشعر أنه صديقك الذي يفضي إليك بخواطره ليهون عليك في حالة قلقك أو حزنك، ويقدم إليك نصائحه بأسلوب بسيط وقريب من القلب.

“إن الله يغفر لنا أخطاءنا لكن جهازنا العصبي لا يغفرها لنا أبدًا”.

يولي الكاتب عبد الوهاب مطاوع اهتمامًا كبيرًا بقارئه، الإنسان أيًا كانت صفاته، فهو يريد فقط أن يساعده على فهم ذاته، وأن يحسن التعامل مع نفسه في حالات الحيرة والألم وغيرها من المشاعر الإنسانية التي تثقل كاهل البشر، ويأمل أن تكون كتابته نافذة أمل لكل يائس.

يتناول الكاتب عبد الوهاب مطاوع مصطلح الخبرة، وكيفية تأثيرها على ردود أفعال الأشخاص تجاه مواقف الحياة، ويستعرض حكم الأدباء والمفكرين حول الدنيا والناس، والثمن الذي يدفعه الإنسان مقابل اكتساب الخبرة والتعلم.

“إن الحياة جديرة بأن نحياها، والأحلام جديرة بأن نكافح من أجلها”.


طعام، صلاة، حب  

في رواية طعام، صلاة، حب تتناول الكاتبة إليزابيث جيلبرت مذكراتها حول البحث عن الذات، وتصحبنا في مغامراتها إلى 3 بلاد مختلفة الثقافات وهي إيطاليا ثم الهند وأخيرًا إندونسيا، تتخذ الكاتبة من إيطاليا المحطة الأولى في رحلتها وسيلة لبناء سعادتها الداخلية، بعد الحزن الذي خيم على حياتها وفشل زواجها، لعلها تتخلص من بقايا الماضي المؤلمة، وفي عام 2010 اختيرت جوليا روبرتس لبطولة فيلم مقتبس عن الكتاب ويحمل نفس الاسم.

“كنت أسعى لإنقاذ حياتي وحسب، فقد لاحظت أخيرًا أن حياتي بلغت حالة خطيرة من اليأس”. 

أما رحلتها إلى الهند، فكان السبب وراءها سعيها إلى التأمل في الكون، حتى تتمكن من الاتحاد مع كل ما يحيط بها، ولتجد السلام النفسي، ليساعدها على تحقيق الرضا في حياتها، ثم تقرر الذهاب إلى إندونيسا حيث الطبيعة الخلابة، وتطلق على هذا الفصل  الأخير من رحلتها: (حكاية عن السعي إلى التوازن)، والتي حاولت خلالها أن تمتن لحياتها، وأن تصل إلى الإدراك الحقيقي لمفهوم السعادة، وكيفية تحقيقها، كما أن وصف الكاتبة لكل ما شاهدته وعايشته من تجارب في هذه البلاد يشعر القارئ أنه شاركها في رحلاتها ومغامراتها المشوقة.

“السعادة لا تأتي هكذا، بل هي نتاج مجهود شخصي، على المرء أن يحارب لأجلها، يكافح لأجلها، يصر عليها، وأحيانًا أن يجوب العالم بحثًا عنها”.