الكاتب: عادل صوما
"لبنانيون في المنسى" كان أول عمل يصدر للروائي عادل صوما في كتاب، بعد سنوات من نشر أعماله في الصفحات الثقافية في الصحف اللبنانية، خصوصا جريدتي "السفير" و"الديار". كما كانت هذه القصص القصيرة أول كتاب ينشره "دار الفارابي" بعيدا عن الدراسات والابحاث بأنواعها كافة، وقد تردد كثيرا الاستاذ جوزف أبو عقل رئيس تحرير "دار الفارابي" آنذاك قبل نشر هذا الكتاب، لكنه حسم أمره في نهاية المطاف وفتح باب التنويع في ما تنشره "الفارابي". غلاف مجموعة القصص القصيرة هذه، أول عمل لغلاف كتاب للفنان التشكيلي اللبناني هنري خوري، الذي قرأها قبل طباعتها وانفعل معها، ورسم لوحة كبيرة من وحي أحداثها، صُورت ووضعت كغلاف. واللوحة تلخيص وافٍ لأعمال الفنان خوري وأسلوبه لجهة ترميز الهجرة اللبنانية وأنسنة الارض التي ظهر في جزء فيها امرأة عارية مستلقية. لم ينتم الروائي إلى أي حزب في لبنان بتاتاً بل إنتمى إلى لبنان، لذلك لم يبال النقاد الحزبيون والذين يكتبون في صحف حزبية بهذا الكتاب، بسبب واقعيته المفرطة وتناوله بعض الاحداث والاحزاب، وبالاسم احيانا، كما هي بعيدا عن الترميز والاسقاط أو الأسماء الروائية، لأنه لم يسمع عن الحروب الأهلية اللبنانية بل عاشها، وكتب بعض المخطوطات الاولية لهذه القصص القصيرة بينما القصف المدفعي ينهمر على البناية التي يسكن فيها وحولها، وسجل بعض مواقفها من وحي وقوفه مهاناً بالساعات على حواجز ميليشيات أو جيوش غير لبنانية، ومن وحي معاناة الايتام والمعاقين والمخطوفين الذين عرفهم. "لبنانيون في المنسى" حكايات بعض شخصيات لبنانية أثناء فترة الحروب الأهلية المختلفة التي حدثت في لبنان. شخصيات حقيقية وبعضها شخصيات روائية صاغها الروائي في أحداث واقعية. القصص القصيرة لم تدن أحد، وهي غير مؤدلجة مثل معظم القصص السياسية ولا إسقاطات فيها تمجد أي حزب سياسي، بل صورت ورصدت أشخاص ووقائع ووصفت أشلاء بيروت وغيرها من مدن ما بين 1975 و1990.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى