الكاتب: نوزت شمدين
يحصل جابر المريض بالثلاسيميا، على ذكريات ومهارات المتبرعين له بالدم ويبقي ذلك سراً مع نفسه لكي لا يلجأ والداه المذعوران إلى رجال الدين والمشعوذين لإخراج ما اعتقدا أنه جن يسكن في جسد أبنهما كما فعلاً مرات عدة في صباه. وتحولت متابعة تفاصيل ذكريات المتبرعين الضاجة في رأسه من أحداث ومشاعر متعته الوحيدة لتبديد كآبة ووحدة فرضهما المرض عليه. أكثر من عشرين سنة ينتظر فيها موتاً تأخر كثيراً عن موعده، ومعاناةً يفر منها الى عالم سري صنعه لنفسه هرباً من إبر منحه الدم مرة واحدة شهرياً، أو التي تزرع تحت جلد بطنه كل يوم لإعطائه دواء الديسفيرال. لكنه يشعر بظهور (ليان) بائعة الزهور التي أخذ دمها من مصرف الدم ودار في جسده لنحو شهر بأمل وتوق شديدين للحياة بينما قلب ذهنه ملاييناً من صور ذكرياتها الجميلة التي عاش معها شهر عمره الأجمل. تطرح الرواية، قضية مرضى الثلاسيميا الذين يحصلون على المرض في الشرق الأوسط بسبب عادات الاقتران القبلية والعائلية دون إجراء فحوصات ما قبل الزواج. عشرات الآلاف يعيشون مع آلامهم اليومية منزوين عن العالم بانتظار أمل شبه مستحيل بالخلاص في العثور على متبرع بنخاع العظم وإجراء عملية زراعته في بلدان معدودة منها ايطاليا، بتكلفة تبلغ نحو ( 200) الف دولار. إضافة الى افتقار العراق ومعظم البلدان في آسيا الى البنية التحتية اللازمة لمعالجة المصابين بالمرض، ولا حتى سجلاً وطنيا للمتبرعين بالنخاع. وإعطاء الدم دون فصل مكوناته كما يحدث في بلدان العالم المتطور، فيشعر المريض في كل مرة يأخذ بها الدم بآلام حادة بسبب رفض جسمه للدم. ثلاث أصوات، تنقل أحداث الرواية التي تعد الأولى التي تدخل عالم الثلاسيميا وتدق من هناك ناقوس الحذر جراء المخاطر الكبيرة التي تواجه المجتمعات ذات الطبيعة القبلية أو التي تطبق فيها قوانين دينية بنحو خاطئ. والنتيجة أجيال متلاحقة من المصابين بأمراض وراثية مزمنة لا تواكبها الدولة بالرعاية المطلوبة، فتكون النهايات مأساوية في الغالب. إذ لايعمر مرضى الثلاسيميا في العادة كثيراً. كل هذا تطرحه الرواية إضافة إلى قضايا أخرى مرتبطة في 254 صفحة.
نوزت شمدين- ديسفيرال
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى