الكاتب: يعقوب الشاروني

لبلبة الصغيرة هذا ما أطلقواه عليها نظراً لما هي عليه من ضآلة حجم، ونحافة وشحوب، حتى لقد بدت كأنها أصغر من حقيقتها ومع ذلك كانت تقوم بأغلب أعمال المنزل التى كانت تعمل فيه، إذ اعتادت أن تؤدى عمل زميلتيها بالإضافة إلى نصيبها من العمل، وكانت تحرص أن يبدو المنزل أنيقاً نظيفاً وتسهر على تلبية رغبات سيدها وسيدتها، وفى يوم من الأيام استيقظت لبلبة بعد تعب وشقاء ووجدت دينار ذهبياً في حذائها فأخبرت الفتاتان الأخريان التى تعمل معها وقالا بأن شيئا لم يحدث لهما ولا تدرى لبلبة من أين جاء هذا الدينار و في صباح كل يوم تجد ديناراً في حذائها الأيمن، ولكن كيف انفقت لبلبة هذه الدنانير الثلاثة وما هو الجزاء الذى حصلت عليه مقابل ذلك الإنفاق. لبلبة الطيبة و المراعية و المساعدة لغيرها في هذه القصة تم مكافأتها بالطريقة التي تستحقها.. هذه القصة ستروق للأمهات اللواتي يشتكين من كسل بناتهن و عدم تحملهن للمسؤولية لأن الجنيات في هذه القصة تكفلن بعبء إرعاب كل من تنام و تترك عملها لينجزه لها أحد أخر.. و تحتوي هذه القصة على مضامين ذات قيم أخلاقية عالية و أهداف نبيلة و غايات حميدة ترقى بحس البراعم الصغار و تسمو بأفكارهم و مبادئهم إلى مراتب عليا.