الكاتب: محمد الجوادي
علاقة الحياة العقلية بالحرية، هى قضية لا تزال غائبة عن إدراك تاريخنا المعاصر المكتوب وذلك على الرغم من بداهة فكرة الارتباط بين إقامة الحرية السياسية وبين ازدهار الحياة العقلية، ذلك انه يستحيل أن يتحقق ازدهار لحياة عقلية حقيقية من دون توافر الحرية السياسية فى أبسط صورها، إذ ما جدوى التفكير نفسه فى ظل سيطرة مسلمات محددة سلفا؟ وما جدوى العمل الإبداعى فى ظل انماط جاهزة من الفكر والتفكير السياسى والتنفيذى؟ وفى ظل محددات واضحة المعالم لسلطة الحكم والنفوذ؟ بل إن الكثر من هذا مدعاة للفهم والإدراك هو أنه فى ظل غياب الحرية السياسية فإن توجه الإنسان إلى استخدام عقله وملكاته يتحول تلقائيا من مجالات الفكر والعلم والإبداع إلى مجالات أخرى اكثر نفعا له وأقل خطورة عليه، وهكذا تفقد الحياة العقلية والفكرية جذوة الإبداع والتجدد وتصبح فى سرعة بالغة نوعا من المسخ المقلد لأى طراز مثاح فحسب.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى