الكاتب: أبى محمد القاسم بن ثابت السرقسطى

إن كتاب الدلائل في غريب الحديث لأبي محمد القاسم في غاية في الأهمية ويعتبر مصدرًا من مصادر التخريج فقد اعتمده الزيلعي في نصب الراية وابن حجر في عدد من كتبه، وتفرد المؤلف ببعض الأحاديث والآثار والطرق التي لا توجد عند غيره. ومعلوم أن العلماء قد نشطوا في التصنيف في غريب الحديث في وقت مبكر، وذلك حين دعت الحاجة إلى هذا اللون من التصنيف حيث تفشت العجمة، واختلطت الألسنة، و وجد الجهل بوجوه كلام العرب، وغمضت معاني كلمات كانت واضحة، وشهد أواخر القرن الثاني ومطلع القرن الثالث أولى هذه المحاولات المباركة، فكان أول من سبق إلى التصنيف في هذا الفن جماعة من أهل اللغة، ومن أبرز مؤلفات هذا الفن هو الكتاب الذي بين أيدينا. وظهر في هذا الكتاب شخصية المؤلف العلمية وذلك بالترجيح والإختيار والنقد والإستدراك سواء في الجوانب الحديثية أو الفقهية أو اللغوية، وتبرز كذلك أهمية الكتاب من قيمة المؤلف فهو محدث لغوي فقيه بارز.