الكاتب: حامد محمد خليفة
تعرض العالم الإسلامي في القرن الخامس الهجري لهجمتين صليبيتين شرستين استهدفت الأولى (بلاد الشام) واستهدفت الثانية (بلاد الأندلس). وعاثت هاتان الهجمتان الفساد في الأرض لا يردعها خلق ولا دين، معتمدة على سياسة القوة والمخادعة والابتزاز، وحكام العالم الإسلامي مشغولون بتناحرهم وتخاذلهم وانغماسهم بحياة اللهو والترف والمجون، وتغليبهم مصالحهم الشخصية الرخيصة على المصلحة المصيرية لأمتهم، بل استعان بعضهم بالمحتل ضد أخيه متناسيا رابطة الدين والدم. بدأت الصحوة الإسلامية يقودها في بلاد الشام يوسف بن أيوب صلاح الدين الأيوبي (532-589 هـ) ويقودها في المغرب أمير المسلمين يوسف بن تاشفين (410-500 هـ ) وكان كل منهما مثالا للحاكم العادل الزاهد الورع الشجاع الصادق المخلص الحازم، فاقتدى بهما أبناء الأمة، وبدأت عملية البناء والتحرير فتحولت الفرقة إلى وحدة والضعف إلى قوة والتخاذل إلى تناصر والظلم إلى عدل والجاهلية إلى إيمان. ثم تتوجت هذه الجهود المباركة بمعركتي حطين في فلسطين والزلاقة في الأندلس تلك المعركتان الظافرتان اللتان كانتا نقطة تحول عظيم في التاريخ الإسلامي.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى