الكاتب: د. سامى عصاصة

كم كان الاختيار ناجحا حين سمى د. سامي عصاصة كتابه السابق "ها انتهت حرب الخليج ؟" فها هي احداث تشرين الأول/اكتوبر تثبت مجددا على ان الولايات المتحدة آلت على نفسا امتصاص ثروات العرب حتى الرمق الأخير. يبدوا أن د. سامي عصاصة قد كرس نفسه لأختراق كل الظلمات التي اكتنفت ومازالت تكتنف حرب الخليج ، فلم يكتفي بإصدار كتابه عنها وإنما تابع مشواره وراؤ الحقيقة بإصدار هذا الكتاب الذي يورد فيه كلمات القادة العرب في مؤتمر قمة القاهرة مع سرد لكل المهاترات العجيبة بينهم بأوفى صورة توفرت للقاريء العربي، ولايكتفي بسرد الوقائع الثابتة وغنما ينتقل إلى التحليل الدقيق والجريء الذي لمسناهما في كتابه الأول بل في كتبه السياسية الأخرى التي تميزت بالبعد عن التحيّز لأي طرف، وهذا يجعل من هذا الكتاب مرجعا لايقل أهمية عن الكتاب الأول وإنما يكمله ويؤكد الاستنتاجات التي توصل إليها هناك، إن من يقرأ هذا الكتاب بصوصه الأصلية يعيش الأجواء المؤلمة التي تسود القمم العربية وكأنما هو بين المجتمعين، أما من يتابع التحليل والاستنتاج الذين توصل إليهما د.عصاصة فإنه يعيش المآسي التي كتب على المواطن العربي أن يعيشها في كل ساعات وجوده، وهناك جملة واحدة نقتبسها من نهاية المقدمة التيي كتبها د.عصاصة في أول الكتاب لأنها في رأينا تشبه لوحة "الجوكندا" التي حيرت النقاد حول معنى الابتسامة على شفتي السيدة المرسومة، فالجملة تقول: "هذا وإننا نعترف سلفا بتقصيرنا في الإحاطة بكل كلمة قيلت، ونؤكد وجود كلام في فمنا لا نستطيع التعبير عنه بالوضوح الشامل لأسباب لامجال لبحثها في هذا الإطار، وسوف نستغل أول فرصة مناسبة للتفرغ إلى كتابة باقي الكلام ".