الكاتب: غريب رضا
شهادات حية، وتقريرات عما شاهدته العيون المصرية عن واقع الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في إيران. كتاب (هكذا رأيت إيران) يعتبر وثيقة تاريخية قوامها ما كتبه من سافر من مصر إلى إيران بعد ثورة 25 يناير وهم من مختلف الشرائح الاجتماعية المصرية فتجد بينهم السياسي المحنك والصحفي المحترف والإعلامي السينمائي والعالم الأزهري ومن التيارات المختلفة الإسلامية منها والليبرالية والقومية الناصرية وغيرها من التوجهات والانتماءات الفكرية والسياسية المصرية. وكذلك الآراء المعبرة في هذا الكتاب فسيفساء من تنوع المواقف والمشاهد ألفها أصحابها مستندة إلى خلفياتها الثقافية والفكرية. ولكن تشترك كلها في صدمة ثقافية بالواقع الذي يختلف تماما عن التصور الذي كان يحمله المسافرون المصريون قبل قدومهم إلى إيران. القطيعة السياسية التي استمرت بين البلدين أكثر من ثلاثة عقود ونصف، أدت إلى إيجاد شرخ ثقافي وخلق تصور نمطي يرسم إيران دولة متخلفة لم تحظى بنصيب من التنمية وتعاني من الفاشية السياسية إذ تحكمها مجموعات دينية متشددة تدعم الإرهاب وتتعصب في التعامل مع الأقليات الدينية والمذهبية والقومية، وتضطهد النساء في أداء حقوقهن و لا سيما أن نشر الكراهية بين المسلمين في الدول العربية وتخويفهم من إيران أصبحت استراتيجية ثابتة في الإعلام الرسمي العربي مما أدى إلى خلق حالة استفزازية تشبه إلى حد كبير بظاهرة إسلاموفوبيا في الغرب نسميها التخويف من إيران أو بالأحرى إيرانوفوبيا هدفها تزييف العدو البديل للأمة الإسلامية والعربية لإشغالها عن العدو الصهيوني الذي يهدد كيان الأمة وأصبح يشكل لها خطرا على وجودها. فالكتاب هذا لم يؤلف بتوصية من جهة إيرانية وليست مقالات علمية في الرد على التساؤلات والشبهات التي تثار حول إيران و أدائها السياسي، وإنما محاولات ذاتية من قبل هؤلاء الذين سعوا أن يكشفوا النقاب القاتم عن وجه إيران وأن ينقلوا هذه الحقائق إلى الشعب المصري لما شعروا بثقل واجب تبيين الحقائق الغائبة وأداء الأمانة. ولذلك لا يجد القارئ في الكتاب تسلسلا منطقيا في الموضوعات المنشورات، وإنما هي معرض من الصورة المتنوعة التي التقطتها أقلام هؤلاء الوافدين إلى إيران. (هكذا رأيت إيران) عبارة عن كتاب رصد وجمع جهود الذين شعروا بضرورة تجاوز هذه المرحلة الثقافية العصيبة لتحقيق حالة موضوعية في التعامل السياسي والثقافي بين الشعبين العظيمين الإيراني والمصري. رابطة الحوار الديني للوحدة قدمت في هذا الكتاب التجارب التي جمعتها من خلال المواقع الألكترونية المصرية والإيرانية وجزء منها هي حصيلة مقابلات وحوارات أعدتها اللجنة العلمية في الرابطة بأمل المساهمة الثقافية في إنجاز هذا العمل وعرضه بصورة واقعية اكثر. وفي النهاية تدعو رابطة الحوار الديني للوحدة جميع من زاروا الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يساهموا في كتابة مذكراتهم ومشاهداتهم الحية وتعلن استعدادها لاستقبال هذه الذكريات ونشرها في الأجزاء القادمة لكتاب (هكذا رأيت إيران).
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى