الكاتب: د. ليلى رامي

هذا الكتاب يكتسب أهمية خاصة بعد هذا الغياب الرعيب للمرأة المسلمة وما تعانيه من الانكسار النفسي واستشعار البخس والنقص وغياب الشخصية الاستقلالية، التي رسمها الإسلام. لقد بذلنا جهودا كبيرة في الدفاع عن المرأة وحقوقها في الإسلام، ورابطنا على حدودنا الحضارية التاريخية في مواجهة المد الطاغي من (الآخر)، لكن الفكر الدفاعي استغرق كل طاقاتنا، ولم نلتفت إلى أهمية بناء شخصية المرأة، فعدنا فلم نجد المرأة؛ لقد سلبنا أبناءنا وبناتنا وما نزال مستمرين بقرع الطبول الجوفاء ! إن سوء التقدير والتدين المغشوش وعدم إعطاء المرأة ما أعطاها الله كان السبب وراء الواقع البئيس؛ وقد يكون من أهم المخاطر حرمان المرأة من العلم والحضور الاجتماعي وممارسة الحقوق التي شرعها الله.. وعندما فكرنا بالمرأة ودورها شعرنا بحجم الهزيمة، وأن نماذج الاقتداء هن ممن خرجن على صور التدين وسبقن إلى مجالات الحياة. ويبقى المطلوب، حيث لم يفت الأوان بعد، التفكير الجدي بإعطاء المرأة ما أعطاها الله، بعيدا عن التقاليد الجاهلية وفهوم التخلف والتراجع الحضاري، وتقديم نماذج للاقتداء من تاريخنا الحضاري، والعودة إلى تعاليم الدين وقيمه؛ فإذا لم نحقق شهادة النبوة علينا، وفي جملتها إعطاء المرأة ما أعطاها الله ورسوله، فسوف نبقى عاجزين عن تحقيق الشهادة على الناس وقيادتهم إلى الخير، مهما ارتفعت شعاراتنا. المرأة في ديننا تعلمت وعلمت، وجاهدت وهاجرت وبايعت وناصرت وأمرت بالمعروف واستدركت على الرجال، وبلغ بها الإسلام شأوا عظيما لم تبلغه المرأة في أي حضارة، وما عرض له الكتاب في تقديم نماذج عن موقع المرأة النخبوي خير شاهد ودليل، فهل يستمر واقعنا المشوه: ((أيعطينا الله ويمنعنا الناس))؟ !