الكاتب: أندريه بازان
إن التحليل النفسي للفنون التشكيلية قد يعتبر طقوس التحنيط كحقيقة أساسية في نشأة هذه الفنون، إن التحليل النفسي لتحنيط الموميا تعتبر أصال للتصوير والنحت، وقد كانت الثقافة الفرعونية قاطبة ضد الموت، تجعل الحياة الأخرى متوقفة على الدوام المادي لجسم الإنسان، ومن ثم فإنها تسد حاجة أساسية من السيكولوجية الإنسانية الدفاع ضد الزمن، اصطناعياً كان تثبيت المظاهر الجسدية للكائن البشري تثبيتاً معناه انتزاعه من نهر الزمن وربطه بالحياة، ومن البديهي أن تطور الفن والحضارة الذي صاحبه قد خلص الفنون من تلك الطقوس الدينية لكن الفن لم يتخلص من الرغبة في الخلود، لويس الرابع عشر لم يسع إلى تحنيط جسمه، بل اكتفى بأن يجعل لبران يرسم صورته.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى