الكاتب: الإمام محمد أبو زهرة

أول ما يلاحظه الدارس لديانات العالم القديم أن أشد الأمم تدينا المصريون القدماء، حتى لقد قال شيخ المؤرخين هيرودوت: "إن المصريين أشد البشر تدينًا، ولا يعرف شعب بلغ في التدين درجتهم فيه، فإن صورهم بحملتها تمثل أناسا يصلون أمام إله، وكتبهم في الجملة أسفار عبادة ونسك" لقد كانت شدة تدينهم في أن دخل الدين عنصرًا عاملًا قويًا في كل أعمالهم الخاصة و العامة فالدين مسيطر حتى في الكتابة في الحاجات الخاصة والإرشادات، ولقد تعددت بسبب ذلك الكائنات المُقدسة و الأشياء التي يعتبر احترامها من إحترام آلهتهم أو هي بذاتها تبلغ رتبة الألهة!!