الكاتب: د. نجيب الكيلاني
إننا كإسلاميين لم نعط الأمر حقه من الاهتمام ولم ندرك أبعاد الآثار الفعالة للأدب بصورة صحيحة، فأغفلنا سلاحا من أهم الأسلحة في المعركة، ولم نقدم نماذج كافية مقنعة منه. إن التجربة هي ساحة الامتحان الحقيقي، والنجاح الحق يفرض وجوده ويفسح للأديب الإسلامي مكانا لائقا في دنيا الكلمة ويجعله شريكا – بل رائدا – في بناء الإنسان والمجتمع الجديد. هناك فئة حسنة النية من الكتاب الإسلاميين، حسبوا أن الأدب الإسلامي لا يكون بهذه الصفة إلا إذ ترددت كلمة إسلام وإسلامي صراحة في ثناياه وكانت نبرة الكاتب في التوجيه عالية واضحة صاخبة، متناسين أن ذلك يضر بالأدب ويمحو الفواصل بين ألوانه المتعارف عليها، وبين فنون أخرى تتعلق بالخطبة والحديث والوعظ. المهمة الأولى لجيل الكتاب الإسلاميين اليوم هي المشاركة الإبداعية الإيجابية في تقديم نماذج من القصة والشعر والمسرحيات لملء الفراغ الناجم عن غياب الحركة الأدبية الإسلامية الجادة لن لنماذج الناجحة هي الرد العملي على حملات التشويه والتشكيك. إن باب التجديد في الأشكال باق ما بقيت الحياة ولا قيد على هذا التجديد إلا الحفاظ على أصالة اللغة العربية وقواعدها والعربية قادرة تماما على تقبل الأشكال الجديدة وتطورها. إن القهر والتسلط والكبت يعطل القدرات الإبداعية ويحرم الكبار والصغار من حب الاستطلاع والفضول والتعجب والدهشة والاستكشاف، والانطلاق في التفكير والتعبير، وإذا كانت هناك رغبة حقيقية في تنمية الإنسان فلا بد أن نعطيه الحرية والمشاركة في القرار.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى