الكاتب: كاظم جاسر منصور العزاوى

الشعر عند العرب حاجة إنسانية لا يمكن الاستغناء عنها، وهو متأصيل في مجتمعاتهم، مركب في طبيعتها، وهو إحدى سماتهم الإنسانية، لذا وقف العرب منه مواقف متباينة؛ فموقفهم في جاهليتهم غير موقفهم في عصر صدر الإسلام، وموقفهم في العصور اللاحقة لعصر صدر الإسلام يختلف عن موقفهم في الجاهلية وصدر الإسلام، وهكذا فلكل عصر موقفه الخاص، بحسب مفهوم العرب للشعر في ذلك العصر وطبيعة العصر نفسه، ومن هنا فقد وقف الإسلام من الشعر موقفاً يمثله القرآن الكريم ورسول الله محمد وخلفاؤه والأئمة من أهل بيته والفقهاء وعلماء أصول الفقه، هذا من جهة، ووقف النقاد العرب من الشعر موقفاً آخر، من جهة أخرى. ونتيجة لهذين الموقفين برزت قضية الشعر، بوصفها مسألة يتنازع فيها من زواياً متعددة، وقد حاولت بعض الدراسات الحديثة أن تقف على هذه القضية كدراسة الدكتور يحيى الجبوري، الموسومة بـ (الإسلام والشعر) ودراسة الدكتور سامي مكي العاني، الموسومة بـ (الإسلام والشعر) أيضاً، ودراسة الدكتور إدريس الناقوري الموسومة بـ(قضية الإسلام والشعر)، إلّا أن هذه الدراسات تناولت موقف الاسلام من الشعر منذ ظهوره حتى نهاية عصر صدر الإسلام، ولم تتجاوزها إلى أبعد من ذلك.