الكاتب: د. عز الدين فراج
الحضارة الإسلامية حضارة عالمية قامت على أساس إيمانها بالله ونفورها من التعصب الديني، واحترامها لكل الأديان الأخرى. والحضارة الإسلامية ذات طابع مميز آخر يجمع بين الدين والدنيا، وبين الروح والمادة، واستطاع أهلها أن يزاوجوا بين تعاليم الدين والبحث العلمي التجريبي، وكان الخلفاء يحترمون الفكر البشري، ولا يفرضون حواجز على الإبداع والابتكار .. لا فرق فيه بين عربي وأعجمي أو أسود أو أبيض. وفي ذات الوقت كانت أوربا في ظلام دامس، يحاكم رجال الكنيسة العلم والعلماء، ويضطهدون كل صاحب رأي جديد، ولا تخفى محاكم التفتيش على أحد. فكانت الحضارة الإسلامية بمثابة المنقذ لكل البشرية من هذا التيه والضياع بما تملكه من مواهب متنوعة تبدو في حيويتها المتجددة وقدرتها على البقاء مما جعلها تخرج من حدودها الضيقة إلى حدود واسعة مترامية الأطراف تشمل شعوبا كثيرة وأجناسا متباينة، تعيش تحت لواء عقيدة واحدة.. وهذا ما جعلها حضارة عالمية نبعت منها الحضارة الأوربية الحديثة.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى