الكاتب: أبو الفرج ابن الجوزى

هذا الكتاب هو من أشهر المؤلفات في هذا الباب، فجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عربيًا وكذلك جمهور أصحابه وتابعيهم، فوقع في كلامهم من اللغة ما كان مشهورًا بينهم، ثم وثعت مخالطة الأعاجم ففشى اللحن، وجهل جمهور الناس معظم اللغة، وافترق ذلك الكلام إلى التفسير، وقد كان جمع شيئًا من غريب الحديث النضر بن شميل، وأبو عبيدة: معمر بن المثنى، والأصمعي، في جماعة كانوا في ذلك الزمان. ثم جاء أبو عبيد القاسم بن سلام فألف ذلك المتفرق وزاد فيه وبسط الكتاب حتى ظن أنه لم يبق شيء من الغريب وإذا به قد أخل بأشياء كثيرة، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا للمؤلف البارع ابن الجوزي، هو من أفضل المؤلفات التي جمعت غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم، ولا نبالغ إن قلنا أن هذا الكتاب يغني عن جميع ما صنف في هذا الباب، لشمولته وجمعه كل ما ورد من الغريب، وقد رتبه المؤلف على حروف المعجم، فأتى بالمقصود من شرح الكلمة من غير إيغال في التصريف والاشتقاق.