الكاتب: د. خالد القرني
لقد بات من المستقر لدى كل الذين أرخوا للفكر الفلسفي عموما، وتطور مسائل الاعتقاد على جهة الخصوص؛ أن الثورات العلمية التي تنشأ داخل مذهب ما يكون لها آثارها المهمة على مستقبل ذلك المذهب، وأنها تساهم في تشكيل صورته، إلى الحد الذي قد تتغير فيه كل معالم ذلك الاتجاه. والمذهب الإمامي الاثني عشري يعد من أهم المذاهب التي ساهمت في تشكيل خريطة الفكر على مدى التاريخ الإسلامي. ولا زال إلى اليوم له تأثيره القوي في الحراك الفكري والعقدي والسياسي. وهو وإن كان له أصوله العامة التي يتفق حوله الجميع إجمالا؛ إلا أن القارئ في تراث هذا المذهب يجد أعلاما كبار ثاروا على الكثير من أطروحاته؛ بما فيها هذه الأصول، وقادوا حركة تصحيحية داخل هذا المذهب. من هنا كان لزاما على المهتم بنشوء الأفكار وتطورها رصد هذه التحولات، ودراسة رموزها ونتاجهم الثقافي ؛ لفهم حقيقة المذهب من جهة واستشراف مستقبله من جهة أخرى، ولذا كان هذا المؤلف؛ لعله أن يقدم رصدا لأهم المفكرين الذين قادوا حركة التصحيح في مذهب الإمامية الاثني عشرية، وأهم المسائل التي دار حولها التصحيح، لعله أن يساهم في الاقتراب نحو الحقيقة.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى