الكاتب:

إن الناظر لكتاب الله والمتأمل في آیاته یجد بأنه یمثل وثیقة دینیة، تاریخیة ھامة، شاملة لأھم المعتقدات التي عرفتھا البشریة، استفاد منھا العلماء المسلمون من الجانبین المعرفي والمنھجي، وأھم الآلیات التي اعتمدوا علیھا ترجع في مفھومھا وأسسھا المنھجیة إلى التصور القرآني حول تلك الأدیان. ومن المعلوم أن أولى العلوم التي اھتمت بالقرآن الكریم علم التفسیر، الذي تمیز بموضوع ومنھج وأھداف جعلته من أشرف العلوم المتسمة بالیسر والبعد عن التعقید. ولكن بعد أن توالت القرون واختلط المسلمون بغیرھم تعقد أسلوب الحیاة خاصة بعد انتشار الفلسفة في الوسط الإسلامي التي أدت إلى تمازج الأفكار، وظھور فرق ومذاھب وتیارات تعددت بتعدد أفكار أصحابھا ومناھجھم في كل حقل من الحقول العلمیة التي عملوا بھا.