الكاتب: دافيد إدواردز | دافيد كرومويل
تعد قنوات التلفزيون من أهم وسائل الإعلام اليوم، وأكثرها انتشاراً، وهي إما تتبع الحكومات أو المؤسسات الخاصة أي تتبع أصحاب أموالها، وغالباً ما تهدف رؤوس الأموال إلى حماية مصالحها والترويج لها، وكما أن هناك فارقاً أساسياً في طبيعة وعمل مؤسسات الميديا التابعة للحكومات عن تلك التابعة لمؤسسات الأعمال الخاصة، أو لرأس المال الخاص، فهناك أيضاً فارق كبير نوعي في عمل المؤسسات الأخيرة في الغرب، عندما تغطي الموضوعات المحلية، عن عملها عندما تغطي الموضوعات الدولية، التي ينقسم فيها العالم إلى الغرب والآخرين . وفي هذا الكتاب الذي نشرت ترجمته العربية مكتبة الشروق الدولية يناقش المؤلفان دافيد إدواردز ودافيد كرومويل طبيعة عمل مؤسسات الميديا الغربية الليبرالية، ويستعرضان غزو العراق وأفغانستان، كحالتي دراسة، وفي البداية يشير المؤلفان إلى أن كلمة ميديا كلمة إشكالية ومعناها وسيط، ويمكن تعريفها بأنها مادة يتم من خلالها نقل الانطباعات إلى مشاعرنا، وعلى سبيل المثال فإن الهواء يعمل كوسيط لنقل الصورة، إنه حامل محايد ولا مبال بالذبذبات المتعلقة بالطاقة، وتعمل منظمات الأخبار على جعلنا نعتقد أنها تنقل إلينا المعلومات بطريقة محايدة وطبيعية، إنها تعرض نفسها كما لو كانت نوافذ حقيقية على العالم، وهكذا ورغم المناقشات الوفيرة حول ما يظهر في هذه النوافذ، لم تتم مناقشات مماثلة حول من قام بهيكلتها، حول أهدافهم وقيمهم، حتى أن أياً منا يعتقد أن وسائل الإعلام كانت دائما على هذا النحو الذي نراها به، أي أنها ببساطة من حقائق الحياة . ويوضح المؤلف أنه علينا أن ندخل في الاعتبار حقيقتين بارزتين هما أن العالم المعاصر تسيطر عليه مؤسسات عملاقة متعددة الجنسيات، وأن نظام تقارير الميديا نفسها عن هذا العالم مكونة من مؤسسات عملاقة، وفي الواقع فإن مؤسسات الميديا ملك لهذه المؤسسات العملاقة نفسها، التي عليها أن تغطي أخبارها وأعمالها . وفي هذا الكتاب يوضح المؤلفان أن مؤسسات وسائل الإعلام ليست فقط الجناح اليميني لصحافة المحافظين، بل حتى الميديا الليبرالية الأكثر احتراماً مثل إذاعات بي . بي . سي ومثل صحف الغارديان والأوبزرفر والإندبندنت، ما هي إلا نظم دعاية لمصلحة النخبة . وكما يقول الكتاب: سوف تظهر كيف أنه حتى الحقائق الواضحة المتعلقة بأكثر الموضوعات حيوية، مسؤولية حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن الإبادة الجماعية والأعمال الإجرامية، على مستوى العالم، لحساب مؤسسات الأعمال والتهديد الجوهري لحياة البشر، قد تم أيضا تحريفها وتقزيمها وتهميشها وتجاهلها، وكلما تعمقنا في الكتاب سوف يلقى القارئ الاتجاه العقلاني السائد في المناقشة والتحليلات الجدلية . ثم بعد ذلك وعلى حين غرة صمتا غير مبرر، سوف نصطدم بمناقشة جريئة مقنعة، ثم بعد ذلك لا عقلانية مذهلة . ويخلص المؤلفان إلى أن الميديا ليست نافذة على العالم بل بالأحرى هي رسم صورة للعالم، وبالتالي فإن تصحيح الرؤية المعرفة للميديا يبدأ بفهم كيفية تشويه هذه الرؤية وسببه، الأمر يبدأ في الواقع بفهم البنية الأساسية لهذا الكيان المجرد الغريب، مؤسسة الأعمال . ويقول المؤلفان: إن ما فعله الغرب بالعراق شيء يستعصي على التصديق، لقد أوقعنا أعدادا مهولة من الضحايا والمعاناة على دولة من دول العالم الثالث، ومع ذلك لا نجد لمحة من الحقيقة على شاشات تلفزيوننا، لأن الجثث المدفونة والمحترقة تعوق بيع السيارات، إذا لم يكن ذلك يعكس مجموعة سيكوباتية من القيم فماذا يفعل؟ ويشير المؤلفان إلى أنه تم بناء هذا الكتاب حراس السلطة بأمل أن تعزز الفصول الأولى معنى الفصول التالية وأهميتها، وبفهم الفصول التالية حول مشكلة توافقي مؤسسات الميديا والحلول الممكنة المتأصلة في الشفقة الإنسانية، وليس الشره والطمع، فإن ذلك سوف يساعدنا على أن نكتشف شواهد على وجود مشكلة في الفصول الأولى، على سيبل المثال حول العراق . وعندما نصل إلى تلك النتيجة نجد أنه علينا أن نبدأ بفصول عن العراق وأفغانستان من منطلق أنها تتعلق بأكثر جرائم حكومتنا رعبا ضد الإنسانية في السنوات الحالية، وهي كذلك تمدنا بثروة هائلة من نفاذ البصيرة داخل عملية الدعاية لوسائل الإعلام . يؤكد الكتاب أنه لم يتم تسجيل الإجراءات المشينة الأخيرة مثل قصف القوات الأمريكية والبريطانية للمواقع المدنية بالقنابل العنقودية، واستخدام قنابل النابالم واليورانيوم في العراق وأفغانستان على أنها أفعال تنم عن غزو وحشي وضار، بل على أنها مجرد حركة تحرير اضطرارية، وتم تبريرها بأساطير الحروب الطيبة والحرب الباردة، وكان الناقل الرئيس لهذه الأساطير هو النظام المؤسسي المعروف باسم الميديا وسائل الإعلام، والذي توسع بشكل عشوائي . وفي المقدمة التي كتبها جون بيلجر يؤكد أن كتاب حراس السلطة يجب أن يدرس في كل كلية إعلامية، إنه أهم كتاب لم يبارح ذاكرتي عن الصحافة في الصفحات التالية وضعت أفضل إنذارات عدسات الميديا معاً، ونظمت في سياق تاريخي، إنها ليست مصدرا لنقد لاذع، على العكس، فلغتها ونبراتها فيها احترام للصحافيين، ولا تخطئ العبارة المهذبة في تحليلها اللاذع الذي تعرضه، إنها تناقش المحررين والمنتجين ومديري الميديا، وحججها المدعومة بالحقائق والبحث، وحس أخلاقي، ذلك الحس الذي تستشعر به لحظات ثقيلة .
تحميل كتاب حراس السلطة (أسطورة وسائل الإعلام الليبرالية .. عدسات الميديا) ، كتاب حراس السلطة (أسطورة وسائل الإعلام الليبرالية .. عدسات الميديا) pdf للتحميل المجاني ، تحميل كتب pdf، وكتب عربية للتحميل، تحميل روايات عربية ، تحميل روايات عالمية ، روايات pdf ، تحميل كتب دافيد إدواردز | دافيد كرومويل pdf ، تحميل جميع كتب ومؤلفات دافيد إدواردز | دافيد كرومويل ،و اقرأ مقالات مفيدة ، تذكر كل هذا وأكثر على مكتبة الكتب.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى