الكاتب: وزارة الثقافة والتراث
“حارة فنجاء بولاية بدبد” .. تاريخ عتيق وطابع معماري مميز تبعد حارة فنجاء حوالي 50 كيلومترا جنوب غرب العاصمة مسقط شمال محافظة الداخلية، في واحة فنجاء الخصبة، فوق هضبة صخرية مسورة ومحصنة تحصينا قويا. تتبع الحارة ولاية بدبد، وتعد الحارة الرئيسية في واحة فنجاء التي تتكون أيضا من الشرجة والتصوير وسيب وجبل الغبرة وطوي منصور ونطايل، وتتحكم بأحد أهم المنافذ إلى عمان على طول فجوة سمائل في جانبها المتجه للبحر. وإضافة إلى ذلك تحكمت فنجاء أيضا بالمنفذ المفضي إلى نبع الحمام الغربي، ذي المياه الحارة والذي يعتقد أنه السبب في الجودة العالية لأشجار النخيل في الواحة، ولا تزال هذه الأشجار تحظى برعاية كبيرة من السكان المحليين. كان هذا الحمام يروي بساتين النخيل المزارع الواقعة إلى الغرب من وادي فنجاء، في حين تروي المناطق الخضراء في الضفاف الشرقية أساسا بالمياه السطحية القادمة من الوادي نفسه، والآبار والفلج الثانوي من سفوح الجبال المحيطة. تحتل حارة فنجاء نتوءا صخريا طويلا يمتد على نحو شبه مباشر من الشمال إلى الجنوب، ولكن يبدو أن نصفه الشمالي فقط هو الذي كان مأهولا بصفة مستمرة، إذ أن الجزء الجنوبي شديد الانحدار. ولهذا السبب فقد شكل نقطة الرصد والمراقبة الأساسية للحارة، يعززها برجان يطلان على المنظر الطبيعي الممتد والطرق القادمة من الجنوب، أي من داخل عمان . ورغم قرب الحارة النسبي من بدبد (المركز الأكبر والأغنى) فقد أضفى الموقع الاستراتيجي للواحة أهمية بخطوط التجارة في شمال عمان، ويحتمل أن تكوينها الدفاعي القوي والتحصينات الشديدة على طول منطقة ضيقة في الطريق قد أكسب سكانها ثقلا سياسيا في رسم المنطقة. ثمة تجمعات سكانية أخرى أصغر من الحارة تتناثر على طول ضفاف الوادي، في المشاريع التنموية الحديثة التي برزت خلال العقود الأخيرة. وهناك عدد من التجمعات السكانية في أسفل هضبة الحارة لا تزال قائمة ومأهولة. بالإضافة إلى إنشاء الشارع العام الحديث الذي يربط بين المناطق الساحلية والعاصمة وبين الداخل له تأثير جائر على مظهر الواحة. وعلى الرغم المصادر الدقيقة أو البيانات الأثرية الموثوقة، إلا أنه ربما يمكن افتراض تاريخ عتيق لحارة فنجاء، إذ يزعم السكان المحليون أن تاريخ الحارة يعود إلى الفترة الفارسية، أو حتى أقدم من ذلك. وبالأخذ بعين الاعتبار قدم العديد من المستوطنات المحلية في عمان وتوفر الماء في المنطقة، فإنه من المرجح وجود جماعات ما قبل التاريخ من عصور “حفيت” و”أم النار” في هذه المنطقة. واحة فنجاء وسكانها يبرز عنصرا واحد من العناصر التي تعرق بها المنطقة وهو احتفال العزوة الذي يقام في العيدين. وتتألف احتفالات العزوة بشكل أساسي من أعداد كبيرة من الرجال والصبية من القرى المجاورة يتجمعون في حارة فنجاء، ويشكلون أربعة مواكب على مواضع مختلفة من الواحة تلتقي عند البوابة الغربية للحارة، ويصاحب هذه الاحتفالات مسابقات في الرماية، ومبارزة بالسيف والرقص وإنشاد الشعر وإطلاق القذائف من مدافع فنجاء القديمة. تؤرخ أصول العزوة إلى القرن الثامن الميلادي، وبسبب من التداخل الديني في عمان تشير الى تاريخ العزوة إلى فترة ما قبل الإسلام. المصدر الرئيسي للماء في حارة فنجاء هو الفلج المعروف باسم الحمام الغربي لسخونة مائه، ينبع هذا الفلج من سفح الجبل . تتسم حارة فنجاء بطابعها المتواضع في معمارها السكني، إذ تتألف معظم المنازل من طابق واحد ولا تبدي أي علامات على الثراء على غرار بهلاء أو منح أو نزوى . إن حارة فنجاء محمية أساسا بتضاريسها المنحدرة والجرف الذي تقع فوقه. ومن العناصر الأساسية لبنية فنجاء الدفاعية تلك الأبراج الكثيرة التي توجت أطراف هضبة الحارة وقممها. وتتراوح هذه الأبراج في أنواعها ما بين مراكز مراقبة ومنصات لإطلاق نيران المدافع والبنادق والمعاقل ذات الجدران السميكة. وأغلب هذه الأبراج مبنية من الطوب الطيني. ويعود تاريخ أبراج فنجاء إلى عدة قرون.
تحميل كتاب حارة فنجاء - ولاية بدبد .. التوثيق وخطة الإدارة ، كتاب حارة فنجاء - ولاية بدبد .. التوثيق وخطة الإدارة pdf للتحميل المجاني ، تحميل كتب pdf، وكتب عربية للتحميل، تحميل روايات عربية ، تحميل روايات عالمية ، روايات pdf ، تحميل كتب وزارة الثقافة والتراث pdf ، تحميل جميع كتب ومؤلفات وزارة الثقافة والتراث ،و اقرأ مقالات مفيدة ، تذكر كل هذا وأكثر على مكتبة الكتب.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى