تاریخ بخاری

كتاب تاریخ بخاری


الكاتب: ابي بكر محمد بن جعفر النرشخي

يقال أن أول من بنى بخارى هو القائد الإيراني سياوش بن الملك كيكاوس حين ترك أباه مغضباً و اتجه إلى ملك الترك أفراسياب فأكرم وفادته و زوجه من ابنته و أقطعه هذه الأرض التي تعرف اليوم ببخارى، فبنى بها مدينة، ثم انقلب عليه أفراسياب بسعي الوشاة و قتله، و كتبت فيه المراثي و التي لا تزال تردد في بخارى إلى اليوم. و هي من أهم مدن خراسان، و يذكر مؤلف الكتاب أن الأرض التي بنيت عليها بخارى كانت مروجاً و غياضاً عامرة بحيوان الصيد، و التي تكونت من فياضانات نهر الصغد، الذي يفيض بذوبان الثلوج في أعالي الجبال، فيجرف الطمي الذي يخصب الأرض فقصدها الناس لخصها و طيب هوائها، و عمروها و أمروا عليهم أميراً. و قد كان أهل بخارى قبل الإسلام و ثنيين لهم سوق تباع فيها الأصنام يقال لها “ماخ” و تقام مرة كل عام. و قد حكمتها امرأة خمسة عشر عاماً، و كان من عادتها أن تخرج كل يوم من الحصن راكبة جواداً ثم تتربع على تختها و حولها الغلمان، و قد أمرت أن يبعث إليها كل يوم مئتا شاب من الدهاقين و الأمراء في أبهى حلة فيقومون على خدمتها، و هي تقوم في شؤون الملك و تبقى كذلك من الفجر حتى الضحى، ثم تركب عائدة إلى حصنها و تأمر بمد الخوانات للحشم و الأتباع، فإذا ما أظل المساء خرجت إليهم ثانية و جلست على هذا النحو حتى الغروب، فتعود إلى حصنها و يعود هؤلاء إلى رساتيقهم ليحل غيرهم في اليوم التالي لخدمتها. و قد فتحت بخارى في عهد هذه المرأة على يد عبدالله بن زياد من قبل معاوية، في آخر عام ٥٣هـ و أول عام ٥٤هـ و قد اصطلحوا على مال تؤديه، و قد فتحت بعد ذلك أربع مرات لإصرار أهلها على دينهم و استقر الإسلام فيها بعد المرة الرابعة على يد قتيبة بن مسلم الذي بنى الجامع فيها عام ٦٤ هـ. و قد كانت بخارى تتمتع بثراء هائل و تجارة و صناعات زاهرة و يتجلى ذلك في غنائم المسلمين منها، و ما صالحوا أهلها عليه من مال و خراج كان يؤدى في ورة منسوجات فاخرة لدار الخلافة. و قد سمى الصينيون منذ القرن الخامس الميلادي هذه المدينة “نومي” و اسمها القديم “نومجكات” و يقال إن كلمة بخارى هو تحوير لكلمة “بخر” و هو تحوير تركي للكلمة السنسكريتية “ڤيهارا” و معناها صومعة أو دير، و يقال أنه كان للبوذيين فيها معبد قبل الإسلام. و قد كان أمراء بخارى قبل الإسلام يحملون لقب “بخار خدا” أي أمير بخارى، و بعد الفتح أقام عليها العرب عاملاً تابعاً لأمير خراسان بمرو. و كانت تابعة لدولة بني طاهر إلى عام ٢٦٠ هـ، و بعد سقوط دولة الطاهريين تولاها السامانيون إلى عام ٣٨٩ هـ. أما قلعة بخارى فلا يعرف تاريخ لبنائها لأنها قديمة بعمر المدينة، و يبلغ محيطها نحو كيلومتر و نصف، و قد كان قصر “بخار خدا” داخل سور القلعة، و كان شائعاً بين الناس أنه ما من أمير فر من ذلك القصر أمام خصمه أو مات فيه قط، إنما نزلت المنية بالأمراء جميعهم خارج هذا القصر. و قد خربت بخارى على يد چنگيز خان عام ٦١٦ هـ و أعيد بناؤها في عهد خليفته أوقطاي خان. و قد ثار أهالى بخارى عام ٦٣٦ هـ ضد المغول، و لكن هذه الثورة أخمدت. و في السابع من رجب عام ٦٧١ هـ فتح مغول فارس بخارى و ظلوا يسلبون فيها و ينهبون سبعة أيام متواصلة، فذب فيها الخراب. و بعدها بثلاثة أعوام خربها الأميران جوبة و قان و هما من الأتراك الچغتاي فظلت سبعة أعوام لا تذب فيها نسمة، و في عام ٦٨٢ هـ أعاد تعميرها قيدو مسعود بيك و جلب إليها السكان، و في عام ٧١٦هـ أغار عليها مغول فارس مرة أخرى فأخرجوا أكثر سكانها و أسكنوهم إقليم جيحون مرغمين، و في عام ٩٠٥ هـ فتحها الأزابكة، و قد أقام فيها اثنان من أشهر أمرائهم هما عبيدالله بن محمود و عبدالله بن إسكندر و قد أصبحت بخارى في عهديهما مركزاً للحياة السياسية و الروحية، و ظلت كذلك في عهد الأسرتين التاليتين الجانية و الأستراخانية، و سرقت الأضواء من سمرقند حاضرة الأوزبك. و منذ القرن العاشر الهجري توثقت الصلات بين أمراء الأوزبك و القياصرة الروس، و قد كان الروس يطلقون اسم “بخاري” على كل تاجر و مهاجر من آسيا الوسطى أو تركستان الشرقية، و التي كانت تعرف ببخارى الصغرى. و قد كان عهد الخان عبدالعزيز “١٠٥٥-١٠٩١ هـ” آخر عهود بخارى السعيدة لعجز الأمراء اللاحقين عن الحفاظ على الوحدة فأصبح أمير بخارى لا يحكم إلا حيزاً صغيراً. و في سنة ١١٥٣ هـ احتل نادر شاه بخارى و لم تستقل إلا بعد وفاته حيث ظهرت الأسرة المانگيتية، حيث نادى محمد رحيم خان بنفسه خاناً سنة ١١٧٠ هـ فاستردت بخارى بذلك بعضاً من مجدها و تاريخها كمدينة للإسلام و الشريعة، و لكن الروس تغلغلوا في البلاد في عهد الأمير مظفر الدين شاه “١٢٧٧-١٣٠٣هـ” ، حتى أصبح عام ١٢٩٠هـ يحكم تحت سلطة الروس. و في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي أقام الروس بعض المنشآت الحديثة على مقربة من بخارى القديمة و أطلقوا عليها اسم بخارى الحديثة، و أصبحت مقر المبعوث الروسي ، و ربطت ببخارى القديمة بسكة حديد أقيمت على نفقة أمير بخارى. تولى الأمير عالم خان بن الأمير عبدالأحد خان إمارة بخارى سنة ١٣٢٨ هـ و قد تلقى تعليمه بمدرسة سانت بطرسبورگ الحربية، و ظل أميراً لبخارى حتى عام ١٣٤٠هـ -١٩٢٠ م، ثم استولى عليها الروس بصفة نهائية و أعلنت جمهورية بخارى ، و التي قسمت عام ١٣٤٣ هـ بين جمهورية تاجيكستان و عاصمتها دوشنبه و جمهورية أوزبكستان و عاصمتها طاشكند و جمهورية تركمانستان و عاصمتها عشق أباد، و تقع بخارى اليوم في جمهورية أوزبكستان.



تحميل كتاب تاریخ بخاری ، كتاب تاریخ بخاری pdf للتحميل المجاني ، تحميل كتب pdf، وكتب عربية للتحميل، تحميل روايات عربية ، تحميل روايات عالمية ، روايات pdf ، تحميل كتب ابي بكر محمد بن جعفر النرشخي pdf ، تحميل جميع كتب ومؤلفات ابي بكر محمد بن جعفر النرشخي ،و اقرأ مقالات مفيدة ، تذكر كل هذا وأكثر على مكتبة الكتب.



لا تنسى تحميل تطبيقاتنا

  • - تحميل الكتب إلي هاتفك وقرائتها دون الحاجة إلي الإنترنت
  • - تصفح وقراءة الكتب والروايات أون لاين
  • - متعة الإحساس بقراءة الكتب الورقية
  • - التطبيق مقدم مجاني من مكتبة الكتب

اقرأ أيضا