الكاتب: علاء الدين عطا ملك الجويني
لكتاب جهانكشاي تاريخ "فاتح العالم" شهرة واسعة منذ أيام تأليفه، لما ضم من موضوع مهم، وهو تاريخ المغول، والخوارزمشاهية، والإسماعيلية، وندرة الكتب، في هذه الموضوعات المعاصرة للمؤلف. بالإضافة إلى ما اتصف به الكتاب من صفات علمية دقيقة. فالمؤلف من أبرز الشخصيات في عصر المغول، قضى شطراً من حياته في الأسفار، وكان شاهد عيان لأغلب الوقائع، أو مستمعاً استماعاً مباشراً من الثقات. وكان الرجل الوحيد الذي اطلع على مكتبة قلعة ألموت الإسماعيلية واستفاد منها. لهذا كله عد كتاب جهانكشاي أبرز كتاب في هذا الميدان. ولهذا أيضاً لقي الشهرة الواسعة منذ زمان تأليفه. وكان المعتمد الأكبر للباحثين قديماً وحديثاً. حتى إن عبد الله بن فضل الله الشيرازي اعتمد عليه في تأليف كتابه "تاريخ وصاف" اعتماداً كلياً. وبشكل عام يتألف الكتاب من ثلاثة أجزاء، ضم الأول مقدمة طويلة عن عادات المغول ورسومهم القديمة والقوانين التي وضعها جنكيز خان، وفتوحاته في ممالك الأويغور. وفصلاً عن تاريخ أقوام الأويغور وعاداتهم ومعتقداتهم ورسومهم تعد في غاية الأهمية. ثم يفصل في فتوحات جنكيز خان وغزو جيوشه في ما وراء النهر وإيران، وما سببوه من قتل ونهب وتخريب، وإحاطة بالحكومة الخوارزمشاهية. ويستمر في الحديث حتى وفاة جنكيز خان 624 وسلطنة أوكتاي قا آن بن حتميز خان (626-639)، ومرحلة نيابة سلطنة "توراكينا خاتون" أم كيوك خان (639-643)، وسلطنة كيوك خان بن أوكتاي قا آن (643-644)، ويعقب ذلك فصل في غاية الاختصار عن تاريخ توشي (جوجي) وجغتاي ابني جنكيز خان. ويشمل الجزء الثاني تاريخ الدولة الخوارزمشاهية وأحداثها، ولا سيما سلاطين المرحلة الأخيرة. وطي حديثه هذا يتعرض لتاريخ الملوك الكفرة الأتراك المعروفين بملوك قراختاي والكورخانية مدة خمسة وتسعين سنة تقريباً (512-607) في ما وراء النهر وتركستان الشرقية من جيحون إلى حدود كاشغر وختن وبلاساغون، وأغلب ملوك الطوائف الأتراك المسلمين لتلك النواحي، المعروفين بالملوك الأفراسيابية والخانية والإيلك هانية وآل خاقان (على حسب اختلاف تعبير المؤرخين) الذين دام سلطانهم قرنين وبضع سنوات، والذين جاؤوا بعد الدولة السامانية وقبل مجيء المغول إلى ما وراء النهر وتركستان. وهو فصل في غاية الأهمية. وجاء في أواخر هذا الجزء تاريخ الحكام والشحنة المغول الذين عرفوا من عهد أوكتاي قا آن إلى قدوم هولاكو إلى إيران، أي من (626-653) أمثال جنتيمور ونوسال وكركوز وأمير أرغون. ويشرع في الجزء الثالث يشرح وقائع تتويج منكو قا آن بن تولي واحتفاله بجلوسه على العرش سنة 649 وبعض أيام حكومته. ثم يفصل في حركة هولاكو نحو إيران سنة 653 وقمع الإسماعيلية وقلع قلاعهم بكثير من التفصيل حول تاريخ ملوك إسماعيلية ألموت، وشرح مذاهب هذه الطائفة وتاريخ نشوئها حتى انقراض هذه السلسلة على يد هولاكو 655. كما ضم الجزء الثالث (في بعض النسخ المخطوطة وليس كلها) وصفاً دقيقاً لأحداث فتح بغداد تأليف نصير الدين الطوسي، إلحاقاً بالكتاب، وليس أصلاً، مع الاحتفاظ باسم المؤلف الأصلي.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى