الكاتب: إيهاب الأزهري

نستطيع أن نقول أن الكاتب ركز علي موضوعين والاثنين مهمين ، الأول تأثير الأعمال الفنية علي الإنسان ، والثانية و الأهم هي لغة عربية ،وكيف كانت الإذاعة تساعد في نشر اللغة العربية الصحيحة وشتان ما بين الأمس واليوم . الناس على دين إذاعاتهم كما في العنوان ـ كان الناس زمان ـ على دين ملوكهم. كانوا يلتقون بهم في الأسواق.... وفي الأعياد، وفي المساجد... كانوا يحتكون بهم.. ويتطلعون إليهم كقدوة.. فيتأثرون بهم. وكان الناس دائما على دين آبائهم وأجدادهم. لذلك كان المثل: الولد سر أبيه . اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها. ولكن في العصر الحديث.. تنازع السيطرة على الناس زعماء الأحزاب وقادة الرأي من الكتاب والساسة والجرائد اليومية. ولعله ظهر مثل يقول (( الناس على دين ساستهم أو كتابهم )) ... ولكن لم يكتب المثل البقاء . ثم جاءت الإذاعة .. تسللت إلى الناس كوسوسة الشيطان .. استحوذت منهم على الآذان والتفوا حولها. وما لبث أن جاء التلفزيون فاستوليا على أفراد الأسرة.. فضعف تأثير الأب .. بل صار التلفزيون هو الأم المؤثرة في الأسرة .. وأصبح الناس على دين هذه الأم. الجزء الأول 1ـ فلسفة هذا الكتاب إذا كانوا يعرفون ((التكنولوجيا)) بأنها استخدام العلم في خدمة الإنسان فإنهم يجب أن يعرفوا الإعلام بكل أجهزته ( إذاعة ـ تلفزيون ـ مسرح ـ صحافة ـ سينما ) بأنه استخدام كل الفنون في بناء الإنسان. 2ـ وهذا الإعلام .. عمره مليون سنة! وأعني بهذا الإعلام ليس الإعلام الذي يتوافر هذه الأيام في بلادنا العربية.. إنما أعني بهذا الإعلام.. الإعلام الذي وصفته في الفقرة السابقة .. الإعلام الذي يهمه أن يبني الإنسان ولا يهدمه. والعالم منذ مليون سنة كان مختلفا اختلافا تماما عن عالم اليوم.. وإذا كان بعض الناس يصفون المدنية المعاصرة بأنها (( غابة الأسفلت )) إلا أن الغابة التي كانت منذ مليون سنة تختلف تماما عن غابة اليوم. غابات ومستنقعات ورمال تغطي كل مكان.. والإنسان يعيش جنبا إلى جنب ـ ويموت أيضا ـ مع عدد هائل من الحيوانات الضخمة .. لدرجة أنك لو كنت موجودا أيامها، وراقبت ما يجري بنظرة محايدة... فسوف تقول لنفسك: إن هذا الإنسان الخائف الذي ما يكاد يحس بدبيب الحيوانات تقترب منه حتى يترك كل شيء ويجري.. يترك مسنيه ونساءه وصغاره لعلهم يعطلون هذا الحيوان من اللحاق به والفتك به... يبدو أن هذا الإنسان قد جاء إلى الأرض ليكون مجرد غذاء للحيوانات الكبيرة. ولكن الله كان يريد للإنسان مستقبلا آخر. كان يريده سيدا للأرض ... ولذلك ميزه بجهاز عبقري وضعه له بين كتفيه وزرع فيه عقلا معجزا. وببطء شديد تجمعت في ذلك الجهاز العبقري مجموعة خبرات وتجارب.. في يوم كان هذا الإنسان ومجموعة من زملائه يجرون أمام ديناصور يطاردهم.. عندما لحق الحيوان بواحد منهم والتقطه بين فكيه .. وراقب هذا الإنسان في رعب زميله بين فكي الديناصور. وبالرغم من الرعب الذي يستولي عليه إلى أنه لاحظ أن زميله ألقى بقطعة حجر كان يحملها.. ألقاها في عين الديناصور فإذا بالديناصور يصرخ ويفلت الزميل .. الذي وقع على الأرض وتكسرت ضلوعه. ولكن الديناصور راح يصرخ في تألم وتوقف عن مطاردتهم. في تلك الليلة وقف هذا الإنسان يشير بيديه لزملائه يروي لهم ما شاهد.. وانفعل الجميع بهذه الملاحظة وقام فنان فرسم على الجدران عين حيوان وفيها قطعة الحجر وفي الليالي التالية رأى هذا الرسم كثيرون وانتقلت إليهم ملاحظة أول إنسان سجلها عقله . وببطء تجمعت تجار أخرى ومهارات لتقليد مخالب الحيوان..