الكاتب: د. عمر بن عبد العزيز قريشي
ولقد شهد العصر الحديث - خاصة القرن العشرين - أمرًا خطيرًا تمثَّل في التحالف بين اليهود والنصارى بعد طول عداء بينهما، وقد حذَّر الله - عز وجل - المؤمنين من هذا الولاء، وقرر أن تحالفًا وتلاقيًا سيكون بين الفريقين، فقال -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]، وليس هذا تناقضًا في كتاب الله تعالى - ومعاذ الله أن يتناقض كتابه - فآية المائدة هذه تتحدَّث عن فترة آتية بعد نزول الآيات؛ فهي لا تصف واقعًا في حين نزولها، وإنما تحمل إشارة مستقبلية للعلاقة بين اليهود والنصارى ببعض، وعلاقات المسلمين بهما، وقد توافق التاريخ مع كتاب الله - تعالى. سنجد في طيات مجموعة من البحوث القادمة صورة واضحة وتفسيرًا حيًّا للآيتين من خلال الوقائع والأحداث التي ارتبطت بهذا الموضوع: "المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى - عليه السلام". معنى أهم كلمات عنوان الموضوع: المنظمات: لغة: جمع منظمة، وهي مأخوذة من نظم، والنظم: التأليف، وضم شيء إلى شيء آخر، والمنظوم - نظم اللؤلؤ ينظمه نظمًا: ألفه وجمعه في سلك، وانتظمه بالرمح: اختلَّه، والنظام: كل خيط ينظم به لؤلؤ ونحوه، وجمعه نظم، والنظام ملاك الأمر، جمعه أنظمة؛ [مختار القاموس للأستاذ الطاهر أحمد الزاوي، ص610، ط عيسي البابي الحلبي، ط1 سنة 1373 هـ 1964م]. ويراد بها اصطلاحًا: اجتماع مجموعة من الناس على أهداف معينة بخطط معدَّة ومنتظمة. اليهودية: لغة من الهود، وهو الميل والرجوع، وقيل مشتق من هاد يهود، والتهود: التوبة والعمل الصالح، والرجوع إلى الحق، وهود بمعنى اليهود، وهو اسم نبي، ويهود يجمع على يهدان، والمهاودة: الموادعة والمصالحة، وتهوَّد: صار يهوديًّا، وهاد الرجل: أي تاب ورجع، ولزمهم هذا الاسم لقول نبيهم موسى - عليه السلام -: ﴿ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: 156]؛ أي: رجعنا وتضرعنا، وهوَّده: حوَّله إلى ملة يهود، ويهود اسم للقبيلة، وقيل: إنما اسم هذه القبيلة يهوذ، فعرب بقلب الذال دالاً، ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا ﴾ [الأنعام: 146]؛ أي: دخلوا في اليهودية؛ [لسان العرب لابن منظور، ج6، ص 4718، بتصرف، ط: دار المعارف، ومختار القاموس، ص 641 بتصرف]. • ودورها: أي ما قامت به من أعمال وتخطيطات وتنظيمات. • في إيذاء: من الأذى، وهو الشيء المكروه، وما يقع به الضرر المادي أو المعنوي. • عيسى - عليه السلام -: هو رسول الله، وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه، وهو المسيح، سمي بذلك لصدقه، أو لأنه مسح بالبركة، أو لأنه كان يمسح بيده على العليل والأكمه والأبرص فيُبْرِئه بإذن الله، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، أو لأنه كان سائحًا في الأرض.
تحميل كتاب المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام ، كتاب المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام pdf للتحميل المجاني ، تحميل كتب pdf، وكتب عربية للتحميل، تحميل روايات عربية ، تحميل روايات عالمية ، روايات pdf ، تحميل كتب د. عمر بن عبد العزيز قريشي pdf ، تحميل جميع كتب ومؤلفات د. عمر بن عبد العزيز قريشي ،و اقرأ مقالات مفيدة ، تذكر كل هذا وأكثر على مكتبة الكتب.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى