
الكاتب: مصطفى الهروس
فقد شاءت عناية الله تبارك وتعالى أن تتسع دائرة انتشار نفوذ المذهب المالكي في كثير من بلاد دار الإسلام، فانبعث من الحجاز وذاع صيته في الشام والعراق ومصر واليمن وآسيا الوسطى والمغرب والأندلس. وإذا كان المذهب المالكي تقلص ظله في الحجاز -مهد ظهوره- فإنه لقي انتشاراً واسعاً وصيتاً ذائعاً بالمغرب والأندلس، حيث توطدت أركانه وقويت دعائمه، حتى غدا المذهب السائد في تلك الربوع بحكم ما عرف عن إمامه من تمسك بالسنة ومحاربة البدعة، وتشبثه التام بآثار الصحابة والتابعين، واعتماده على الإجماع والقياس والاستحسان والاستصحاب والمصالح المرسلة وسد الذرائع، فأضحى عندهم الإمام الحق الذي لا يدانيه فيه غيره، فأعجبوا به وباجتهاده واستنباطه، وفقهه ومرونته ومنهجه وسلوكه، واتخذوه قدوة لهم في كل شيء حتى في سلوكهم الخاص ومعاملتهم اليومية.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى