الكاتب: أبى محمد عبد الحق بن عطية الأندلسى

هذا الكتاب هو من أشهر التفاسير التي لا يستغني عنها عالم ولا طالب علم، وقد بدأ ابن عطية في وضع هذا التفسير في وقت مبكر من حياته، وذلك ليس غريبًا لما حازه من نشأة علمية رصينة، يوضحها لنا المحقق في بداية الكتاب، ويقع هذا التفسير في 2000 صفحة. ويذكر ابن عطية أن الباعث على تأليف هذا السفر العظيم في التفسير، هو أنه أراد أن يختار لنفسه وينظر في علم يعد أنواره لظلم رمسه، فعلم أن شرف العلم قدر شرف المعلوم، ووجد أن علم كتاب الله هو أمتن العلوم حبالًا وأرسخها جبالا، وأجملها آثارًا، وأسطعها أنوارًا، وأيقن أنه أعظم العلوم تقريبًا إلى الله وتخليصًا للنيات ونهيا عن الباطل، ثم فرغ إلى كتابه هذا. وقد مضى ابن عطية في تفسيره بنفس طويل بعد أن قدم بين يدي تفسيره بمقدمات تعطي القارئ بيانات هامة وتمده بأشياء ينبغي أن تكون راسخة في حفظ الناظر في هذا العلم ومصادره في هذه التفاسير كثيرة متنوعة، في التفسير وفي القراءات وفي الحديث وفي اللغة والنحو.