الكاتب: بديع الزمان سعيد النورسى

يتناول الكتاب أبرز ما ميز المرحلة التي عاشها النورسي و هي تعاظم النفوذ الأوروبي، وإحكامه السيطرة التامة على العالم الإسلامي، وبروزه كقوة هائلة تمتلك العلم والمال والسلاح و التقدم والحرية وتقدم للعالم أجمع نموذجًا حضاريًا راقيًا يحترم الإنسان ويسعى إلى سعادته ورفاهيته، ويمجد العقل ويقدس العمل ويحفظ الحقوق ويمني البشرية بمستقبل زاهر في ظل مبادئه وقيمه، وقد عاش هذه المرحلة بكل ملابساتها، وشاهد اندفاع الفئات الإسلامية المتغربة نحو أنوار الحضارة الأوروبية البراقة، كما يتناول الكتاب التقدم التكنولوجي في عصرنا والذي يعد صورة من صور التقدم العلمي، برغم ما وفره للحياة الإنسانية من نعماء وسراء قد سلب الإنسان في الوقت نفسه المزية الوحيدة الحقيقية التي تتيح له الإفادة مما أعطاه عندما صرفه صرفًا شديدًا عن قيم الروح، وما دام الإنسان حتى في النظرة العلمية التكنولوجية جزءًا لا يتجزأ من هذا الوجود، ولا يمكن تجاهل دوره العظيم في تنمية الحياة والأحياء فإن التعارض المتوهم هو على ما يبدو بين إنسان العصر الحديث وتكنولوجيا العصر الحديث وليس بين العلم والدين.