الكاتب: زرار صديق
كان المجتمع الكردي في العصر الوسيط الإسلامي، بصورة عامة، يتكون من عدد كبير من القبائل والطوائف، إلى درجة أن العمري اعتبرهم " قبائل لا تحصى وأمم لا تحصر" وحدد أوليا جلبي في القرن السابع عشر عددهم، فقال: "هناك سـتة آلاف قبيلـة وعشيرة كردية"، ولا شك فإن هذه القبائل والعشائر، تزاول – أكثرها – حياة التنقل والترحال طلباً للمـاء والكلأ، وتعتمد اقتصادياتها على ما تمتلكه من الثروة الحيوانية، كما كانت لها قيمها وعاداهتـا وتقاليدها الخاصة بها، كإعتزازها بالشجاعة والنخوة وإكرام من يلتجأ إليها، وكان قد اقترح علينا – بعد انتهائنا من السنة التحضيرية لدراسة الماجـستير في التـاريخ الإسلامي – أحد أساتذتنا حينذاك، أن نتناول دراسة القبائل والعـشائر الكرديـة في العـصر الوسيط لنيل الشهادة المذكورة، ولمّا كنّا في بداية دراستنا العليا، شعرنا بصعوبة تناول مثل هذه الموضوع، الذي نحتاج لدراسته إلى تصفح بطون وثنايا أكثر من مئة مصدر أصيل، لا سيما وأن هذه القبائل والعشائر يفوق المئات موزعة على أقاليم عديدة من بلاد الكرد، كـإقليم الجبـال الغربي، إقليم الجزيرة الفراتية، إقليم شهرزور، إقليم اذربيجان و أرمينية، وإقليم لورستان، ناهيك عن دراسة زعمائها و رجالاهتا، وقد أنشأ الكثير منهم دويلات وامارات وزعامات على اساس قبلي.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى