الفن والحرف الفنية لدى ابن خلدون .. المدينة الخلدونية الفاضلة

الفن والحرف الفنية لدى ابن خلدون .. المدينة الخلدونية الفاضلة

الكاتب: شاكر لعيبي

قبل التوقف أمام التصور الذي قدّمه العلامة ابن خلدون للمهن عموماً، وما نسميه اليوم بالحرف الفنية خصوصاً، وتصوّراته عن السياق الذي تشتغل به، علينا التوقف أمام المُهمَّش وغير المُقال بشأن ابن خلدون وفلسفته: أولاً: من المدهش، ونحن في حضرة المُفكٍّر، أن نرى إلى عدائه الصريح للفلسفة وما يُطلق هو عليه علم الفلسفة، ففي الفصل الرابع والعشرين من المقدمة وتحت عنوان "في إبطال الفلسفة وفساد منتحليها" يُصرّح فيلسوف علم الاجتماع أن "هذه العلوم عارضةٌ في العمران، كثيرةٌ في المدن، وضررُها في الدين كثيرٌ" منتهياً إلى القول: "فليكن الناظرُ فيها متحرٍّزاً جهدَه في معاطبها..."، في حين لا تُقدٍّم المقدمة نفسها إلا درساً في علم التاريخ أقرب إلى فلسفة التاريخ مما هو إلى شيء آخر. مفارقةٌ كبيرةٌ لن تحلّها بل ستزيدها تعقيداً انحناءاته الميتافيزيقية الكبيرة على ممارسات السحر والطلسمات والظواهر الماورائية من كل نوع (التي يكرّس لها صفحاتٍ طوالاً). ثمة تناقضٌ إذنْ بين هذا الإيمان بالسحريّ المصحوب "بكراهية" تعاطي الفلسفة مع عقلانية ابن خلدون المشهود لها، خاصةً مع صرامته المنطقية بشأن الموضوع الذي يهمّ هذا المبحث: الفن والحرف الفنية.



لا تنسى تحميل تطبيقاتنا

  • - تحميل الكتب إلي هاتفك وقرائتها دون الحاجة إلي الإنترنت
  • - تصفح وقراءة الكتب والروايات أون لاين
  • - متعة الإحساس بقراءة الكتب الورقية
  • - التطبيق مقدم مجاني من مكتبة الكتب

اقرأ أيضا