الكاتب: مايكل ليفاي
لقد نشأ عدد كبير من مدارس الرسم الإيطالية من العناصر المختلفة في كل مدينة، فالبندقية مثلاً، باهتماماتها الشرقية، صارت بطبيعة الحال أكثر بيزنطية في نظرتها من لورنسا. زلق استأثرت فلورنسا بقلب النهضة بفضل قوتها الاقتصادية أولاً، واستقرارها ثانياً. وحالما سقط حكم ميديشي انتقلت الزعامة الى روما التي عادت آنذاك لتكون مركزاً للبابوية المتجددة والتقوية، والتي مثّلت إحدى الفترات العظيمة للإنسانية. في الفنون، ليس غريباً أبداً أن يظهر أسلوب ي ليصاحب أسلوباً أقدم منه، ثم ليحل محله لاحقاً. فتاريخ الصراعات المبكرة للانطباعية يقم لنا مثلاً ناطقاً: كيف أن أفكاراً جديدة، بعد أن تواجه بأقوى معارضة، تستطيع أن تفرض نفسها بحيث تصبح، في غضون نصفف قرن أو نحوه، الأسلوب الأكاديمي المعترف به، ثم تزاح بدورها جانباً لتحل محلها رؤية طرية. إن ما يثير اهتماماً فريداً في تاريخ الفنون في فلورنسا في الربع الأول من القرن الخامس عشر هو أن أسلوبيين، وليس أسلوباً واحداً منفرداً، كانا يسعيان لإثبات وجودهما في مواجهة الأنماط التقليدية.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى