الكاتب: جرجي زيدان
هذا الكتاب يحتوي بين طياته بحثاً تحليلياً في نشأت اللغة العربية وتكونها، بإعتبار أنها اكتسابية خاضعة لناموس الإرتقاء العام، وبشكل عام توزع مدار هذا البحث على خمسة قضايا ونتيجة وهي: القضية الأولى: إن الألفاظ المتقاربة لفظاً ومعنى هي تنوعات لفظ واحد، القضية الثانية: إن الألفاظ المانعة الدالة على معنى في غيرها (كحروف الجر والعطف وأحرف الزيادة ونحوها) إنما هي بقايا ألفاظ ذات معنى في نفسها، القضية الثالثة: إن الألفاظ المانعة الدالة على معنى في نفسها يرد معظمها بالإستقراء إلى أصول ثنائية أحادية المقطع تحاكي أصوات طبيعية، القضية الرابعة: إن جميع الألفاظ المطلقة كالضمائر وأسماء الإشارة ونحوها قابلة الرد بالإستقراء إلى لفظ واحد أو بضعة ألفاظ، القضية الخامسة: إن ما يستعمل للدلالة المعنوية من الألفاظ، وضع أصلاً للدلالة الحسية ثم حمل على المجاز لتشابه في الصور الذهنية. و النتيجة: إن لغتنا مؤلفة أصلاً من أصول قليلة أحادية المقطع معظمها مأخوذ عن محاكاة الأصوات الخارجية وبعضها عن الأصوات الطبيعية التي ينطق بها الإنسان غريزياً. والكلام في ذلك كله مؤيد بالنواميس الطبيعية، ومسند إلى عوامل لا تزال عاملة في لغتنا إلى هذا اليوم، وما يميز هذه الطبعة الجديدة التي بين يدينا من هذا الكتاب هو أن المؤلف قد أدخل في هذه الطبعة الأولى، وأضاف إليها فصولاً كاملة في أصل الكتابة والطريقة الطبيعية لإختراعها، وأصل الخطوط المعروفة الآن في أقطار العالم المتمدن، وفصلاً في كيف تعلم الإنسان العد، وكيف توصل إلى اختراع الأرقام، وأصل الأرقام الهندية، وكيف تنوقلت في العالم.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى