الكاتب: كلير لالويت
قيل قديمًا إن "مصر هبة النيل". وأضاف البعض: "والمصريين"، وذهب أبناء أرض الكنانة السمراء كيمت إلى أنها هبة الإلهة " ماعت ". ومن الغريب أنهم لم يخصوا هذه الألهة المتميزة بأي معبد ربما باستثناء هذا المعبد الصغير البسيط، في حرم معبد "مونتو". إلى الشمال من معبد الكرنك ، فأرض مصر من أقصاها إلى أدناها، هي معبدها الكبير، إن "ماعت" هي الحقيقة والنظام والتوازن والاستقامة والعدل، كما أنها التناغم والتناسق الكونيان، وتنعكس هذه المفاهيم في قواعد السلوك الإنساني المطلوب من كل مصري. ترشده إليه النصوص الأدبية وعلى رأسها تعاليم الحكم كما تجسدها أيضا مختلف الفنون بسماتها الجمالية فكل ما أبدعته أنامل الفنان أو الحرفي، هو آية في الجمال، بدءا من بيوت الآلهة ومساكن الرقدة الأخيرة للمصري القديم، مرورا بعلامات الكتابة الهيروغليفية، وصولا إلى أدوات الحياة اليومية فقد تغلغل الفن في أدق تفاصيل حياته، في هذه الدنيا وفي العالم الآخر، على حد سواء، إن الفن وما يعنيه من قيم جمالية، هو ما تعرض له ((كلير لالويت)) في هذا المجلد من موسوعتها عن الفراعنة. فتتناول نشأة حضارة مصر بأبعادها الجمالية والإيمانية والإنسانية، ثم انتقالها إلى مرحلة النضج في ظل الدولتين القديمة والوسطى، لقد تفتقت قريحة المصري القديم وعبقريته عن أن الفن هو الحل.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى