الكاتب: إدريس الناصر رائسي
“موضوع البحث يرتبط بتاريخ العلاقات الدولية في القرن السادس عشر، فالسياسة الدولية تتمثل في الصراع من أجل السيطرة والنفوذ، وهي تعد بمثابة سياسة مصالح متضاربة، وتفرض في بعض الأحيان اللجوء إلى القوة حسب استراتيجية كل دولة. بحثنا هذا يتمحور حول قطبين رئيسيين السلطنة العثمانية والدول الأوروبية، وبما أن السلطنة العثمانية دولة عسكرية إقطاعية دينية مهيمنة وقوية، كانت الدول الأوروبية تنظر إليها من منظار المترصد. ومع بداية منح السلطنة العثمانية الامتيازات الأجنبية للدول الأوروبية في شكل هبة من دون مقابل، بدأت هذه المرحلة تشكل انعطافا تاريخيا في العلاقات الدولية عرف ” بالمسألة الشرقية” ، ولا يفسر هذا سوى بالتسابق الأوروبي لتثبيت أقدامه في كيان السلطنة العثمانية. سنشدد في بحثنا هذا على الصراع العثماني الأوروبي الذي امتد على عدة جبهات : السياسية، الاقتصادية والدينية، وسنعالج في هذا البحث مدى التغيرات التي كانت بمثابة مفصل تاريخي هام ساهمت في تبدل القوى بين الشرق والغرب ، والتي كانت بمثابة الثغرة التي استغلها الأوروبيون بشكل واع لتحقيق طموحهم في السلطنة العثمانية. كما سنركز في بحثنا هذا بشكل دقيق على معالجة المفاصل التاريخية التي كانت لب هذا الصراع، وسنعمل على معالجة هذا الموضوع بالبحث العلمي الذي يعتمد على طريقة الاستقصاء والتحري. وذلك بالاعتماد على المصادر التاريخية الموثقة، وأيضا عبر الاطلاع على مجموعة الوثائق التي تمحورت حول هذه المسألة.“
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى